كشف القيادي في المعارضة السورية وعضو الائتلاف السوري ​برهان غليون​ عن "ملامح اتفاق تركي – أميركي لاقامة منطقة آمنة في الشمال السوري أول مؤشراتها انطلاق الحرب التركية على تنظيم داعش"، لافتا الى أنّ "هذه المنطقة ستشكل أولا عنصر ضغط على نطام الرئيس السوري بشار الأسد، كما ستؤمن عودة عشرات آلاف اللاجئين السوريين الى داخل سوريا، فضلاً عن كونها ستشكل مصدر أمان لتركيا وحدودها".

وأشار غليون، في حديث لـ"النشرة"، الى ان "تركيا ما كانت لتقبل بالمشاركة بالحرب ضد "داعش" لو لم تحصل على موافقة واشنطن بأن لا تقتصر هذه الحرب على التنظيم المتطرف بل تطال مصالح النظام السوري أيضا"، لافتا الى ان "الاتفاق بين الطرفين قد لا يكون كاملا، الا أنّه قد يعني غض نظر أميركي أكثر مما هو شراكة أميركية في هذا المجال". وقال: "لقد كرر الاميركيون أكثر من مرة انّهم لن يتصدوا لأي مبادرة اقليمية لا تتعارض مع مصالحهم حتى ولو لم يشاركوا فيها".

هذا ما تسعى إليه تركيا

واعتبر غليون ان "المنطقة العازلة ستفرض فرضا على النظام السوري نظرا لقدرات تركيا العسكرية، إضافة الى انّه ليس من مصلحة النظام التصدي للطائرات التركية التي ستؤمن حماية الاراضي الواقعة ضمن هذه المنطقة الذي يسيطر على قسم كبير منها حاليا تنظيم داعش". وأضاف: "بعد تحرير هذه المنطقة من عناصر التنظيم سيكون من الصعب على الاميركيين القول للأتراك اتركوها الآن للنظام السوري، لذلك فالأرجح ان قوى المعارضة المعتدلة هي التي ستستلم زمام الامور فيها والاتراك والاميركيين سيفرضون بقاءها آمنة من براميل الاسد المتفجرة". ورجّح غليون ان لا يكون اصلا هناك ارادة لدى النظام بالقتال لاسترجاع هذه الاراضي كونه أعلن مسبقا ان هناك مناطق قد يتراجع عنها.

وتطرق غليون لعلاقة الاميركيين بأكراد سوريا، لافتا الى انّه "حين دعمت واشنطن الاكراد في مواجهة "داعش" لم يكن ذلك يعني أنّها تؤيد اقامة دولة كردية في الشمال السوري"، متوقعا ان يستمر الاميركيون بدعمهم للاكراد بحربهم على التنظيم المتطرف كما انّهم بالوقت عينه سيدعمون الاتراك في هذا المجال. وقال: "الارجح ان الاتفاق الاميركي – التركي لحظ عدم تعرض الاتراك لقوات الحماية باعتبار ان اندفاعة الاكراد باتجاه اقامة دولتهم ستتراجع تلقائيا بعد اقامة المنطقة العازلة، وهذا ما تسعى اليه تركيا".

أفق الحل لا يزال مسدوداً

واستبعد غليون ان تكون المنطقة العازلة مؤشرا لاقتراب حل الأزمة في سوريا، معتبرا أنّها "تقلّص من شرعية الأسد وتعطي المعارضة منطقة تطور عليها عملها مع المواطنين السوريين، كما تشكل حلا جزئيا لأزمة اللاجئين وتسمح للشعب السوري باسترجاع أنفاسه كونه لا يزال مرعوبا من البراميل المتفجرة، لكن كل ذلك لا يعني ان خلاص سوريا قد اقترب باعتبار ان الافق لا يزال مسدودا". وأضاف: "نحن نعلم تماما أن الاسد لن يفاوض وسيظل يقاتل للنهاية، وهو اضاع فرصًا كثيرة للحل وسيضيّع المزيد منها".

وعن انعكاس الاتفاق النووي الايراني على الوضع في سوريا، لفت غليون الى انّه "من المحتمل ان يصبح الايرانيون مصممين أكثر على الدفاع عن النظام والاستثمار فيه ما قد ينعكس تصعيدا عسكريا اكبر على الارض"، موضحا أنّه "وبعكس ما كان البعض يعتقد، فقد وضع دخول الاتراك على خط مواجهة "داعش" حدًا لأي احتمال بتسليم المجتمع الدولي لايران مهمة محاربة الارهاب كما يحصل في العراق". واضاف: "الاتراك سيتولون اليوم مهمة داعش في سوريا وفي العراق سيظل الدور الابرز للايرانيين بانتظار تبلور تفاهم لحل الازمة السورية".