لم يكتف عناصر ​حركة فتح​، ليل أول من أمس، بتصفية الحساب مع قتلة العقيد طلال الأردني السبت الفائت بتنفيذ عناصر محسوبة على «اللينو» محاولة اغتيال محمود عمر، الذي شارك في اغتيال الأردني، بل استكملوا انتشارهم الأمني حتى حيّ طيطبا لتصفية الحساب مع مفتعلي الإشكال الذي وقع فيه في حزيران الفائت. حينها، أطلق شبان من مجموعة المقدسي (يتزعمها فادي الصالح) النار على الفتحاوي القريب من «اللينو» عبد سلطان، وآزرهم عناصر محسوبون على «الشباب المسلم» بافتعال اشتباك ضد فتح وقوات الأمن الوطني الفلسطيني.

حاصر عناصر فتح «مصلى المقدسي» محاولين اقتحامه لإنهاء الحالة التي يشكلها كحلقة وصل بين بقايا «جند الشام» و»فتح الإسلام» ومناصرين لحركة حماس والإسلاميين، يجمعهم الصالح الذي تربطه علاقات وثيقة بكل هؤلاء.

الصالح الذي غدا مطلوباً للدولة اللبنانية بعد الإشكال، طلب مؤازرة «عصبة الأنصار» لحمايته من فتح. اتصل بالقيادي طه الشريدي الذي حضر مع قوة تسلمت المصلى بالاتفاق مع الحركة، على أن يبقى الشيخ إياد دهشة المحسوب على حماس إماماً له. أثناء محاصرة المصلى، أوقفت قوات الأمن الوطني الفلسطيني عنصرين من المقدسي، هما محمد شناعة وصالح الميعاري، لكنهما غير مطلوبين للقضاء بمذكرات توقيف، ولم يشتركا في إشكال طيطبا.

انعكاساً لاتفاق العصبة ــــ فتح على المقدسي، صلى عناصر من فتح أمس في المصلى ورفعوا عند مدخله شعارات الحركة. أما الصالح ومجموعته، فقد انسحبوا إلى دار عائلته في الصفصاف بداية، قبل أن يلجأ للإقامة في منزل أحد عناصر «الشباب المسلم» الملقب بـ»أبو جمرة» في الحي ذاته.

لم يشغل الحسم في طيطبا «اللينو» عن استكمال الثأر للأردني ومن سبقه من ضحايا الاغتيالات على يد جماعة بلال البدر. اللينو أكد أن «البدر هدف لنا لأنه قاتل. وكل من يحميه مهما كان فهو هدف لنا وهو قاتل ولديه مجموعة من القتلة. من اليوم كل شخص استهدف أو يفكر أن يستهدفنا سيكون ردنا عنيفاً ولدينا الكثير من وسائل القوة لم نستخدمها بعد».

رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، رأى أن «الجميع يقف عاجزاً أمام ما يحصل في مخيم عين الحلوة»، مشيراً إلى أن «الحلول العسكرية طبعاً ليست حلاً، ولكن هناك واجب يقع على لجان الأحياء في المخيم وعدم إيواء أي مذنب ليتمترس في حيّهم».

أما الحراك الشعبي الذي جال على قيادات المخيم، فقد هدد بإعلان العصيان المدني وإقفال المخيم «في حال عدم اتخاذ خطوات تفضي إلى عودة الأمن والاستقرار».