انهيار متصاعد لمختلف متفرعات تنظيم "القاعدة" في الجارة الأقرب، لاسيما بين تدمر و​الزبداني​، حيث يتكبّد المسلحون التكفيريون خسائر في الأرواح والعتاد يومياً، بحسب مصادر ميدانية مواكبة لسير المعارك. وتؤكد أن الجيش السوري نجح في استراتجيته التي أفضت إلى اعتماد خطة "الانسحاب التكتي" من بعض المناطق كتدمر على سبيل المثال، وتجميع المسلحين فيها، ثم الانقضاض عليهم.

وتلفت المصادر إلى أن الاستراتجية المذكورة ضاعفت أعداد القتلى والجرحى وعمليات الفرار في صفوف المسلحين، تحديداً في المنطقتين المذكورتين آنفاً، حيث يحاول التكفيريون الهروب بشكل إفرادي من الزبداني باتجاه القلمون الغربي، ومن تدمر باتجاه البادية والسخنة، ثم الرقة، كاشفة أن القوات السورية المسلحة صارت على بعد مئات الأمتار من مثلث تدمر، ونحو ثلاثة إلى أربعة كيلومترات من القلعة الأثرية.

وفي الزبداني، كشف مصدر عسكري أن المجموعات المسلحة طرحت على المعنيين الاستسلام، مقابل السماح لها بالانتقال بسلاحها إلى الرقة، غير أن هذا الطرح لاقى رفضاً قاطعاً من الأجهزة المعنية في الدولة، مؤكداً أن ليس أمام المسلحين غير خيار الاستسلام، أو "الحسم الاجتثاثي"، على حد قوله.

وهنا يؤكد المصدر أن تقطيع أوصال المجموعات الإرهابية في المدينة، والسيطرة عليها بالنار، أسهما في الحفاظ على حياة العسكريين، كذلك دفعا المسلحين إلى خيار الاستسلام.

وبالانتقال إلى جبهتين متصلتين مصيرياً بالزبداني، وهما مدينتا كفريا والفوعة المحاصرتان في ريف إدلب، واللتان تستهدفهما "جبهة النصرة" بالقصف العشوائي، محاولة التقدّم نحوهما، في مسعى لتحفيف الضغط عن "الزبداني"، غير أن "النصرة" لاقت مقاومةً عنيفة من الأهالي المحاصرين، فباءت كل محاولاتهم بالفشل.

بالإضافة إلى التطورات في المدينتين المذكورتين، هناك حدث لا يقل أهميةً عنها، وهو الإنجاز الذي حققه الجيش والقوى الرديفة في ريف اللاذقية، حيث تمكنوا من إحكام الطوق على بلدة سلمى من ثلاث جهات، وأسهم ذلك في الحد من تمدد المسلحين إلى خارجها باتجاه المناطق الآمنة.

وتعتبر هذه البلدة المعقل الرئيسي للمسلحين التكفيريين في محافطة اللاذقية، ومنها ومن دورين وسواهما كانت تنطلق الصواريخ على مدينة اللاذقية، كذلك عمليات تسلل المسلحين نحو نقاط الجيش والقوى الأمنية.

في المحصلة، وبعد هذا العرض الموجز لأبرز التطورات الميدانية في الجارة الأقرب، يؤكد مرجع عسكري واستراتيجي أن "لا تسويات في الميدان من اليوم وصاعداً.