اعتبر رئيس حزب الكتائب امين الجميل في حديث صحفي خلال لقاءه وفداً اعلاميا من رابطة خريجي الاعلام، ان ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط أكبر من لبنان من خلال الصراعات المعقدة والمتعددية التي تتناحر على الساحة اللبنانية، بدأت الاحداث بسوريا وانطلق الربيع العربي فأعتبر البعض انها فرصة للخلاص من بعض الانظمة ولكن المحور كان سوريا، وتضافرت كل الجهود للاطاحة بالنظام السوري ووضعت امكانات هائلة للتخلص من النظام، وكان سلوك وتعاطي الرئيس السوري بشار الاسد مع بعض القادة العرب سبباً ادى الى تفاقم المشكلة، ومن المؤسف دخول العنصر المذهبي الذي استخدم ليفاقم الوضع. وأضاف أن المأخذ المذهبي ارتد على الساحة اللبنانية وتشعباتها المذهبية التي وظفت في الصراع وادخلنا لبنان في هذا الصراع. وبقراءة واضحة رأيت وتوقعت اذا لم نحصن لبنان من الداخل سنصبح الضحية الاولى في هذا الصراع. وكان موقفي واضحاً يتناقض مع حلفائي باعتبارهم انها الفرصة للخلاص من الرئيس السوري بشار الاسد، اما موقفي كان واضحاً في مواجهة تيار 14 آذار اننا سندفع ثمن غالي وهو موضوع أكبر ممنا كلبنانيين. وثم اتى الكلام عن الحياد ولكن كان "السيف قد سبق العزل".

واضاف الجميل، انه وبالرغم من كل معاناتنا مع النظام السوري كنا واعيين من اجل مصلحة البلد وهي الاولوية ولبنان كان ضحية الصراع الحاصل في سوريا. ننظر وننطلق دائما من الايجابيات وننظر الى النصف الممتليء من الكوب لا النصف الفارغ من اجل بناء المستقبل. وتجاوز المحن هو للوصول الى مصلحة لبنان وهذا يتعقد من خلال تعطيل المؤسسات الدستورية، لكن ذلك لا يمنع اننا على الطريق واذا تمكنا من معالجة الامور الدستورية تتسهل الامور اكثر. ونجهد كسياسيين لاعطاء بصيص امل للناس.

ورداً على سؤال حول ان التعطيل هو مسيحي؟ اجاب: انا لا اوافق ان المسيحي هو المعطل، فاذا كان شخص له طموح خاص فلا نحمل المسؤولية لطائفة ككل، وانا لوحدي لا استطيع ان افعل شيئاً ويدي لوحدها لا تصفق. واضاف ان المصالح الاستراتيجية والخاصة تتقاطع في مكان ما، فالعماد عون لوحده لا يستطيع التعطيل، فلولا دعم "حزب الله" له وملاقاته لما تم هذا التعطيل. يوجد مصلحة سياسية واستراتيجية ترتاح لهذا التعطيل وعوي تعطيل على المستوى الوطني لمجلس النواب والحكومة ورئاسة الجمهورية.

وعن الانتخابات الرئاسية تساءل الجميل "التعطيل الى أين؟ لا بد ان يقف هذا التعطيل وهو ما نعمل عليه مع الجميع، فالفسيفساء في لبنان موجودة رغم كل شيء، هناك من يستعمل الدستور لتعطيل الدستور، ولا خروج من الازمة الا بالعودة الى الدستور. فمقومات الوطن والنظام قائمة، ورغم تعطيله يمكنه النهوض لانه حاليا موضوع في الثلاجة ولكن عند اخراجه يعود الى العمل".

ورداً على سؤال، اعتبر الجميل ان اللبنانيون يتواصلون فيما بينهم، ففي رحلتي الى بعلبك والى الجنوب كانت صوري جنباً الى جنب مع صور دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصر الله.

وحول ترشيح ما سمي بالاربعة الاقوياء لرئاسة الجمهورية، اجاب الجميل بطلب عدم الاسترسال فالقناعة بترشيح الاثنين هو تكتيكي، وكي لا ادخل باي سجال، كان تصرف اناني – تكتيكي أكثر مما هو وطني وهو ليس بموقف وطني ولا هو بالجدي، فنحن الان امام مرحلة انتخاب رئيس يخلق الثقة والطمأنينة.

وعن الاستفتاء الذي جرى حول الموضوع، اجاب بان الاستفتاء في مجتمع مركب كلبنان ليس منطقياً، فلبنان بلد مركب فاذا عملت استفتاءاً في النبطية وآخر في بكفيا كيف تكون النتائج؟ ففي تركيبة لبنان اذا قملت باستفتاء يمكن للسيد نصر الله ان ياخذ الاكثرية اذا تجاوزنا توزيع المواقع.