فيما تراوح أزمة ​النفايات​ في مدينة النبطية مكانها من دون أن تلوح في الأفق أيّ تباشير حلّ، تتّجه الأنظار نحو معمل فرز النفايات في وادي الكفور الذي بناه الاتحاد الاوروبي على قطعة ارض تصل مساحتها الى 80 دونما على العقار 1117 التابع للخزينة اللبنانية بوصفه الحلّ الوحيد المُتاح.

وما يعزّز من هذه الفرضيّة هو أنّ هذا المعمل جاء مطابقاً للمعامل التي اقيمت في المانيا، ويستوعب في النهار 120 طناً من النفايات اذا عمل 8 ساعات، ويصبح قادراً على فرز كمية 240 طنا من النفايات في اليوم إذا تضاعفت مدّة عمله، وهو بذلك يستطيع حل ازمة النفايات في 29 بلدة وقرية من بلديات اتحاد بلديات الشقيف، وليس فقط مدينة النبطية التي تنتج يومياً ما لا يتخطّى 55 طناً من النفايات.

هذا المعمل جاهز للعمل منذ سنة ولا يلزمه سوى تعبيد الطريق المؤدي اليه ووصله بخطوط التوتر العالي الكهربائي التي تمر فوقه وهو حتمًا يقع في واد ناء بعيد عن السكن، ويحيط به بلدات الشرقية – النميرية – دير الزهراني والكفور وكفرجوز، إلا أنّ عائقاً وحيداً لا يزال يقف حائلاً دون تشغيله، كون ذلك يحتاج الى مناقصة لتلزيمه من قبل وزارة البيئة ضمن خطتها لتلزيم معامل فرز النفايات على مستوى لبنان.

مزوّد بأحدث المعدّات..

"النشرة" استطلعت اراء فاعليات النبطية والكفور حول اهمية المعمل ومدى مساهمته في حل ازمة النفايات التي تعاني منها النبطية وبلداتها، حيث لفت رئيس جمعية تجار محافظة النبطية وسيم بدر الدين إلى "أننا ننتظر المناقصات لتصدر من مجلس الوزراء للمعمل اسوة بكل المناطق اللبنانية"، مشيراً إلى أن المعمل الموجود في الكفور هو في الاصل مقدم من الاتحاد الاوروبي لبلدية النبطية التي قدمته لاتحاد بلديات الشقيف لأنّ انتاجها من النفايات أقلّ بكثير ممّا يفرزه المعمل.

وإذ دعا بدر الدين الى فتح المعمل المغلق والمزود بأحدث المعدات، ناشد النيابة العامة محاسبة كل المتورطين في فضيحة ملف مكب الكفور، "الذين اوصلتنا تعقيداتهم وتجاوزاتهم وعدم التزامهم بالقانون الى طريق مسدود مما انعكس تكدسا للنفايات في الشوارع في النبطية وتسبب بأزمة في المدينة بسبب عدم التزام الشركة المتعهدة بالانظمة والقوانين في عملية الفرز والطمر مما ادى الى تراكم المشكلة وقيام اهالي الكفور بتحرك احتجاجي لاقفال المكب".

الأزمة مستمرّة!

من جهته، أكد رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل لـ"النشرة" أنّ معمل فرز النفايات في بلدة الكفور سيحلّ مشكلة النفايات نهائيا، ورأى أنّ الدولة تتحمل مسؤولية التقصير لجهة تشغيل المعمل وتجهيزه بالكامل وما يعاني منه المواطن والمنطقة من تلوث بيئي وخطر على الصحة والسلامة العامتين. وإذ أكد أنّ أزمة النفايات في النبطية مستمرة مع استمرار اقفال مكب النفايات في بلدة الكفور بقرار من بلديتها، كشف عن اتصالات يقوم بها مع بعض بلديات القرى المحيطة بالمدينة لتحمل المسؤولية معهم، مناشداً أن تتجاوب معه لتوزيع النفايات المكدسة في النبطية على مكباتها، لافتاً إلى أنّ النبطية لم تبخل يوما عن دعم هذه القرى وبلدياتها، آملاً منها ان يكون المخرج عبر مكبّاتها كحل آني ومؤقت بديلا عن مكب الكفور وفقط حتى يبدأ معمل فرز النفايات عمله.

وفي سياق متصل، شرح عضو بلدية النبطية طارق بيطار أن تلزيم معمل فرز النفايات في وادي الكفور اتجه الى المناقصة ولم يعد لا بيد البلدية ولا بيد الاتحاد، وقال: "نحن ننتظر فض العروض في لجنة المناقصات في وزارة البيئة ووزارة المالية حيث وعدنا انه خلال عشرة ايام سيبدأ بالعمل". وأكد بيطار لـ"النشرة" أنّ المعمل هو الحل ففي المرحلة الاولى ينتج سمادا ثم يولد الكهرباء وهو ما نراه في معمل سينيق الذي ينتج التيار الكهربائي لمحيطه على مدى 24 ساعة.

أمين سر لقاء الاندية والجمعيات المدنية في النبطية أحمد حيدر بدر الدين أكد من جهته لـ"النشرة" أنّ هناك متابعة من قبل بلدية النبطية واتحاد بلديات الشقيف مع وزارتي البيئة والتنمية والادارية بهدف فصل المناقصات للمناطق عن مناقصات بيروت والضاحيتين الجنوبية والشمالية، وأشار إلى أنّ النبطية تغرق بتراكم النفايات ولا تجاوب من الجوار معها رغم الجهود الجبارة التي يبذلها رئيس البلدية الدكتور كحيل والذي التقى فاعليات بلدة الكفور، وأصر على القيام بتنمية للبلدة وهي وعود لم تف بها الجهات المعنية مما دفع اهالي الكفور لاقفال المكبّ حتى اشعار اخر وحراسته ليلا، ودعا الى تلبية مطالب اهالي بلدة الكفور وتشغيل المعمل باسرع وقت ممكن.

قرارنا نهائي..

أما رئيس بلدية الكفور حسين درويش فأكد لـ"النشرة" أنّ إقفال مكب النفايات في وادي الكفور هو نهائي، وقال: "هناك قرار من بلديتنا وبالاجماع من الاهالي ولا نقبل أن تتحول بلدتنا الى مكب للنفايات لمناطق النبطية وجزين وشرق صيدا او غيرها". وأضاف: "وعدونا لقاء استخدام المكب بالمن والسلوى ولم يصل منها سوى 280 مليون ليرة من اتحاد بلديات الشقيف وهي موجودة في خزينة البلدية لتعبيد الطرقات".

وشدّد درويش على أنّ قرار أهالي الكفور مسلمين ومسيحيين واحد لان الخطر طال الجميع، وجزم أن "لا عودة لفتح المكب وان شاؤوا فمعمل فرز النفايات جاهز وهم يتحملون مسؤولية عدم تشغيله وتلزيمه حتى الان رغم مرور اكثر من سنة على انتهاء العمل فيه".

هكذا إذاً، معمل فرز النفايات قد يكون الحلّ لأزمة النفايات المستفحلة في النبطية والجنوب، فلماذا التقصير والمماطلة في تشغيله؟ وإلى متى الانتظار؟!