رأى مصدر سياسي مواكب للحراك الدبلوماسي الفرنسي في حديث لـ"الديار"، أنه وعلى عكس ما توقّعته الأوساط السياسية في لبنان باقتراب الإنفراج في الإستحقاقات السياسية المعلّقة غداة توقيع الإتفاق النووي بين ​إيران​ والغرب، فإن اللبنانيين يواجهون اليوم فترة جديدة من الإنتظار لا يمكن لأي جهة محلية توقّع الوقت الذي ستستغرقه، مؤكداً أن "زيارة وزير الخارجية الفرنسي ​لوران فابيوس​ إلى طهران ومحادثاته مع المسؤولين الإيرانيين، لم تأتِ بجديد على الصعيد اللبناني"، مشيراً إلى أن "الهدف الأساسي من وراء هذه الزيارة هو التمهيد لإعادة تطبيع العلاقات بين باريس وطهران، ولا سيما على المستوى الإقتصادي، وذلك بعد سنوات من القطيعة بينهما، حيث أن الوزير فابيوس قد ركّز في كل لقاءاته على الدور المستقبلي لفرنسا في إيران، خصوصاً لجهة الإستثمارات المرتقبة، والتي تزاحم الإستثمارات الأميركية والأوروبية الأخرى".

وفي هذا السياق، أكد المصدر المواكب، أن "أي تطوّر إيجابي على المستوى اللبناني لم تحقّقه المبادرة الفرنسية التي يجري الحديث عنها، بل على العكس فإن الوضع اللبناني ما زال أسير الإشتباك الإقليمي المتمثّل في الصراع السعودي ـ الإيراني، خاصة وأن المؤشّرات الحالية على الساحة الإقليمية لا تنبئ بحصول أي تغيير لجهة تراجع وتيرة هذا الصراع من الممكن أن يتم البناء عليه في المدى المنظور".

وأشار إلى أن "ما زاد الطين بلّة هو التحرّك الإيراني بعد توقيع الإتفاق النووي، والذي ارتدى طابعاً ديبلوماسياً هذه المرة من خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى كل من قطر والكويت، وهو الأمر الذي أثار مواقف منتقدة من قبل المملكة التي قرأت فيه رسالة واضحة من طهران بأنها ستعمد إلى إقامة علاقات ثنائية مع دول خليجية، في الوقت الذي لا تزال تستثني فيه دولاً خليجية أخرى أساسية. وشدّد المصدر نفسه بالتالي، على أن ما يعزّز هذه القراءة هو المواقف المعلنة من قبل رئيس الديبلوماسية الفرنسية، أن إيران لن تغيّر حتى الساعة في سياستها الدولية المعتمدة تجاه ملفات المنطقة".