لا تقويم غربي ولا شرقي يُحدده، لا برؤية الهلال بالعين المجرّدة ولا بالحسابات الفلكية يُعلن، هو عيد الوطن، عيد جيشنا الذي بدمه رسم الشهادة وسام كرامة للبنانيين، وبروحه حمى أرواحنا من براثن الإرهابيين، عيد دفاع الصليب عن الهلال، هو عيد المؤسسة العسكرية العابرة لكل الطوائف والمذاهب..

بالشرف أقسم أن يضحّي فوفى في زمن اللاهثين خلف العروش الساقطة، ناداهم الميدان فلبّوا شهداء وغدوا أكاليل عزّ تملأ كل الفراغات السياسية وتُشرف كل العروش وتترفّع عن كل الطغاة.

هم الوطن، هم العيد، هم الحريّة، وهم النصر، هم اخوتنا وآباؤنا وأبناؤنا، هم حماة الأرز، هم جيشنا.

عندما يحضر الأول من آب نستحضر القائد الذي وحّد هذا الجيش، نستذكر ونرفع هاماتنا شموخاً لأننا عشنا عصر فخامة المقاوم العماد اميل لحود الذي أرسى العقيدة الوطنية والقتالية للجيش حفاظاً على الأمن الوطني، والذي دعا الى إبعاد المؤسسة العسكرية عن السياسة، وتنزيهه من أدران المذهبية الطائفية فلا مكان للعصبيات الفئوية في تنشئة العسكريين وتعبئتهم، كما لا مكان للاعتبارات المذهبية والطائفية في تطوير بنية جيشنا، وفي سبيل تسخير الجيش للدفاع عن كل الوطن أعاد قائد الجيش آنذاك العماد اميل لحود دمج الوحداث العسكرية من ألوية وكتائب.

نعم شتّان بين الثرى والثريا ولا مجال للمقارنة ولكن لا بد وان نستذكر العماد ميشال سليمان حين كان قائداً للجيش. وقتذاك لم يكن على دراية بما يجري في الضنية ليل رأس السنة لعام 2000، حينها استشهد العقيد ميلاد النداف وعدد من العسكريين بعد الاعتداء عليهم من قبل المسلحين في جرود الضّنية والقائد العماد "يا غافل الك الله".

نعم يا سيادة العماد كثيرون يذكرونك، أرواح الشهداء في نهر البارد وأمهاتهم الثكلى وأولادهم اليتامى، وزغردات جراح المعوقين، دمت صفراً في تاريخ لبنان.

وان حكمة ومناقبية قائد الجيش العماد جان قهوجي أسقطت مؤامرة تفتيت وتقسيم الجيش، وفي عهده سُجّلت أقدس الانتصارات دفاعاً عن كل شبر من وطننا في مواجهة خطر الإرهاب التخريبي والتكفيري والعدوان الصهيوني فرسم حماة ديارنا بدمائهم الزكية حدود الوطن، وصانوا بأجسادهم أوصال لبنان.

نحن ندين لفخامة المقاوم العماد اميل لحود ببناء وتوحيد جيشنا، وندين له بكل انتصار تحقق بفضل الجيش والمقاومة، ونشهد للعماد قهوجي حفاظه على وحدة المؤسسة العسكرية وحرصه على كل جندي ورتيب يدافع عن الوطن، ولا ننسى القائد العماد ميشال سليمان الذي كان خير غائب في حضوره.

يا مسك الوطن، نقبّل طهر أقدامكم التي تحرّر أرضنا وتحمي عرضنا، ننحني امام نبل تضحياتكم، ونسبغ الوضوء بدمكم الطاهر.

يا جيشنا الوفيّ الوليّ سنبقى نذكرك عند كل نصر وتحرير وكما تحمينا انت بالسلاح فسنجعل لك من رموشنا ظلاً يقيك من حرّ التفتيت والتقسيم وسماء تظللنا جميعاً ونبقى نردد "الجيش يجمعنا".