علمت "الأخبار" من مصادر في تيار المستقبل أن قرار عدم الردّ عبر برنامج "DNA" الذي يقدمه نديم قطيش على شاشة "المستقبل" على الوزير وائل ابوفاعور جاء "بعدما أوفد رئيس التيار ​سعد الحريري​ إلى قطيش من يلجمه". وأضافت إن الحريري "اختار شخصاً من دائرته الضيقة كي يأخذ الأمر منحى جدياً. وقد نقل الموفد الى قطيش كلاماً فهمه جيداً بعدم التعرض لجنبلاط"، لأن النائب "الغاطس" في مشاكله السياسية والمالية "لا يُريد فتح مشكل مع وليد جنبلاط لأن ما فيه يكفيه"، فـ"تيار المستقبل بات بعد أزمة النفايات أمام شارعه. وهو غير مرتاح للعلاقة المستجدّة بين حليفته القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، كما أن الاحتفاء السعودي بسمير جعجع لا يريحه"، فضلاً عن "العلاقة الفاترة بحزب الكتائب، والودّ المفقود مع النائب سامي الجميل، والفجوة الواسعة مع مستقلي 14 آذار، والقطيعة مع التيار الوطني الحر، والعلاقة المأزومة مع الشارع الشيعي". بناءً عليه، "لا يريد الحريري المقامرة بالشارع الدرزي فيعرّض بذلك خيطاً آخر من خيوطه للخطر".

واشارت الصيفة الى ان الحريري حاول تدارك "سقطة" قطيش ولململة "الوضع". لكن، على المقلب الاشتراكي، لم تخمد النار بعد. ما إن استهجنت جمعية "إعلاميون ضد العنف" (المحسوبة على 14 آذار، وتحديداً تيار المستقبل) بيان أبو فاعور الذي "يخرج عن الإطار السياسي وأدبيات المهنة، وعن الأصول والقواعد المتعارف عليها"، حتى استنفر رجل آخر من رجال المختارة. فقد اتصل مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس بأحد مسؤولي الجمعية مستنكراً بيانها، معتبراً أنه "لا يحق للجمعية الدخول في موضوع لا تعرف خلفياته"، ومشيراً بوضوح إلى أن "كلام قطيش كان رسالة لنا من إدارته السياسية. تهجم علينا واتهمنا بسرقات ومحاصصات لأن هناك من أمره بذلك. فهمنا الرسالة والوزير أبو فاعور تولّى الرد".

من الواضح، بحسب مصادر المستقبل، أن "الحزب الاشتراكي مستاء جداً لاقتناعه بأن ما حصل لم يكن خطأً عفوياً، بل هو تكتيك مستقبلي نابع من الخلاف الحاصل بين الطرفين في ملف النفايات". لذلك رد بقساوة دفعت الحريري الى تدارك الأمر عبر تنبيه صاحب "غزوة السرايا" الى مخاطر زلّته الثانية، والتأكيد له: "ما بدّي مشاكل مع وليد"؟