قبعة ترفع وإنحناءات فخر وإعتزاز لجيش دائماً كان السباق لرسم حدود جديدة وحياة رغيدة لكل انسان..

ولمناسبة عيد الجيش، عيد مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، إنطلقت فعاليات سباق التضامن الذي أقامه ​الجيش اللبناني​ والكتيبة الفرنسية في عيد الجيش، حيث إستلم كل مجند شعلة وانطلق بها، ليزرعها في قلوب كل من كانوا يراقبونه من بعيد، يحتفلون بمرور عام جديد لحماة الوطن. لم تكن 130 كلم رقماً يستهان به أبداً خصوصاً في هذه الأجواء ، الا ان الاصرار من قبل الجيش والكتيبة الفرنسية أنسى كل شخص فيهم مرارة التعب والارهاق فقط ليسترجعوا أمجاد بلادهم ويعيدوه الى سابق عهده.

وتم اعلان مسار السباق انطلاقاً من صور مركز قيادة الجيش اللبناني جنوب الليطاني والمرور في القرى الآتية صور، العباسية، دير قانون، معروب، ارزون، صريفا، دير كيفا، برج قلاوية، قلاوية، السلطانية، تبنين، حداثا، رشاف، دبل حانين، رميش هناك حيث كانت استراحة المحارب امام تمثال اللواء الركن فرنسوا الحاج حيث تم وضع أكليل من الزهور، واستمر السباق مروراً بعيتا الشعب، البستان، الضهيرة علما الشعب، الناقورة، ثم الخط الساحلي صعودا الى صور وأخيراً داخل الاثار الرومانية.

ومع بداية السباق التضامني، أكدت سفيرة الكتيبة الفرنسية الممثلة داليدا خليل أنه يهدف الى الابتعاد عن الأمور المادية والنظر في الأمور الانسانية، مشيرة الى ان كل من شارك وكل من دعم هو انسان تخطى العديد من الحواجز، ونظر بعيداً ولم يُسكن نفسه في دوامة من الأموال.

وعن الهدف الانساني الذي يحمله هذا السباق، أشارت خليل الى ان هذا السباق توافق مع عيد الجيش اللبناني والهدف الذي يحمله من أسمى الأمور وأروعها، فكافة الأموال التي تم جمعها ستعود لـ "مؤسسة الشهيد فرنسوا الحاج" و"المؤسسة الفرنسية Terre Fraternite". ولفتت الى ان هناك تشكيلة جديدة ستأتي (سيتم تغيير أعضاء الكتيبة) وبذلك فإن أهدافها تقوم على ما يحتاجون، والأمور التي جاؤوا ليقوموا بها.

وأكدت خليل أنّ "الله يحمي الجيش اللبناني، فوجود الجيش يجعلنا أقوياء"، وقالت: "لو كان لديّ أخ أصغر منّي لكان الآن بينهم، انهم جبابرة، واتمنى ان نمتلك الروح التي يمتلكونها".

وبعيداً عن السباق، أشارت خليل الى ان لقب "سفيرة" وضعها بين معارف جديدة، مجتمع جديد، جعلها ترتقي لمستويات جديدة وتخوض تجربة صعبة، قائلة انها تحاول ان تستحق هذا اللقب من خلال عملها.

من جهته، لفت سفير السباق المعاون أول الجريح ترافادون، الذي لم تمنعه إصابته من نسيان روح الشباب بداخله، إلى أنّه فقد ذراعه عام 2009، وهذا ما دفعه ليشارك في هذا السباق، اضافة الى الروابط الفرنسية القديمة بالجيش اللبناني وفرنسا هي أم لبنان، وقال: "لن أتردد يوماً في أن أضحي بنفسي لأجل هذا الوطن، والثمن الذي دفعته بسيط بالنسبة للأمور الكبيرة، واللبنانيون هم من أروع الأشخاص الذين يعطون من قلبهم لدرجة أنني رأيت اليوم صديقي الذي لم أره منذ 16 عاماً ودعاني لأكون ضيفاً في منزله". وعن إصابته، أشار الى انه خبير ألغام وتلقى الضربة التي أدت الى فقدان ذراعه، وحدوث بعض الرضوض في وجهه ، ولفت الى ان لبنان حمل دمه وهذه الروابط "روابط" لا تنتهي أبداً. وأكد ان هذا السباق من أروع الأمور التي حدثت في حياته، مشيراً الى ان هذا السباق سيجعل ايام الجرحى أروع بكثير، ولذلك سيتوجه الى فرنسا والبسمة لن تفارق وجهه.

أما العميد أبو خليل، الذي تولّى حماية قطاع جنوب الليطاني في الجنوب، الذي حمى وطنه بدمه، وشارك فرحاً برؤية أصدقاء الدرب قد تعافوا، فأكد ان هذه الخطوة ما هي الا بداية للتطور الذي سيشهده لبنان خلال الفترة المقبلة، مشيراً الى ان هذا السباق ما هو الا بداية لخارطة جديدة من التعاون.

الجنرال رئيس الأركان باليونيفل غريمر لفت الى اننا متحمسون جداً لهذه العلاقة، وان هذا الامر بسيط جداً، ونحن سعداء جداً لأن هذا المكان شهد على العديد من الأمور التي جمعت بين فرنسا ولبنان ولنرى ان هذه الامور لم ولن تنتهي.

وعند الوصول الى قلعة صور للآثار تلقى الجيش اللبناني والكتيبة الفرنسية التهنئة على الانجاز الذي حققاه ضمن هذا السباق، وعلى وقع انغام موسيقية خاصة بالجيش، وبوجود العديد من الحضور الذين صفقوا لهم.

وختامها مسك، مع زوجة الشهيد اللواء فرنسوا الحاج، السيدة لودي الحاج، التي حملت رسالة زوجها نحو العالم، الى قلب كل انسان، حيث توجّهت بالتحية الى كل شهداء الجيش اللبناني، وأكدت أنّ "التضامن مع جرحى القوات المسلحة هو تضامن مع كامل القوات المسلحة وتعبير صادق عن التقدير الكبير الذي يكنه الناس لهذه القوات نظراً لاهمية الدور الذي تؤديه في حماية الوطن والمواطن أكانت القوات المسلحة اللبنانية او قوات الامم المتحدة اليونيفيل".

وتابعت: "هذا السباق الذي صار تقليداً سنوياً والذي تناوب عليه اليوم عداؤون فرنسيون ولبنانيون قد وضع شراكة بين مؤسسة اللواء فرنسوا الحاج والمؤسسة الفرنسية Terre Fraternite ، ما كان هذا الحدث المهم ليتحقق لولا الجهود التي بذلها المنظمون من الجيشين اللبناني ووحدة ​الجيش الفرنسي​ في قوات اليونفيل والدعم المطلق والرعاية الكبيرة من قيادة الجيش وعلى رأسها العماد جان قهوجي وتعاون قيادة اليونيفيل ، وشكراً لقوات الامم المتحدة في لبنان وشكر خاص للعميد أبو خليل قائد قطاع جنوب الليطاني ولقائد الوحدة الفرنسية العقيد لوران هازار وراعية السباق الممثلة اللبنانية داليدا خليل ورئيس وأعضاء قريتي رميش والمعاون اول ترافادون وكافة القيمين على هذا النشاط الذي نأمل ان يبقى علامة مميزة للوفاء تجاه الجرحى العسكريين وعائلاتهم ومساحة تلاقي بين الجيشين الفرنسي واللبناني وأبناء هذا الوطن وخصوصاً أبناء الجنوب الذين يقدرون عالياً ما تقوم به الوحدات العسكرية من دور كبير في سبيل استقرار الجنوب ونموّه وراحة أهله".

وختمت: "سيبقى التضامن شعارنا وسيبقى السباق نحو تحقيق الخير العام، ننحني إجلالاً امام الشهداء وعائلاتهم ونحيي الجرحى وعائلاتهم من الجيشين اللبناني والفرنسي ، وشكراً لكم جميعاً على جهودكم ، والى اللقاء".

تغطية جون قصير

للاطلاع على ألبوم الصوراضغط هنا