لفت رئيس جمعية "جائزة الأكاديمية العربية" ​رزق الله الحلو​، الى أن "لغتنا اليوم في الحضيض والمشكلة تتفاقم أكثر مع كل جيلٍ جديد، لأن نظرة المتعلم إلى اللغة العربية هي نظرة دونية إذا ما قارنّها باللّغات الأجنبيّة"، عازيا السبب الى "أننا في منازلنا نعتقد بأن اللغة العربية فيها انتقاص للـ "Prestige" المتوافر في اللّغات الأخرى".

وخلال مؤتمر صحافي لإطلاق أنشطة "أسبوع اللغة العربية 2016"، ودعا الحلو أبناءنا وبناتنا إلى "تعلم اللغات الأجنبية والتركيز في التعلّم على المواد العلميّة، لأن اللغة العربية هي ما نتكلم في بيوتنا فيما علم الألسنية ينقض هذه المقولة"، معتبرا أن "العولمة لم تحفظ لنا حيّزًا في تعلّم اللّغة العربيّة والإقبال عليها".

ورأى أن "ما ننساه في مقاربتنا للغة العربية، هو أن لبنان بلد يصدر أدمغة بنيه إلى بلدان الاغتراب وبخاصة الدول العربية"، مؤكدا أن "اللغة الرسمية في الدول العربية هي العربية وبالتالي فإن تقارير المهندسين والأطبّاء وغيرهم يُفتَرَض أنْ تكون بهذه اللّغة مكتوبةً".

وشدد الحلو على أنه "في إتقان اللغة العربية قيمة مُضافة لمصلحة المتقدم إلى وظيفة أن تذكرَ في نبذته الشخصية"، معتبرا أن "ضرب أي شعب والتآمر على حضارته يبدأ بضرب اللغة".

وأشار الى أن "اللغة العربية جديرة بأن تحب لغناها وجمالها، فهي تفسح في المجال أمام تذوّق أدبها والسفر في بحار جمالها"، لافتا الى أن "خطرَ تشويه اللغة يوازي خطر تشويه الطبيعة الذي نعيشه في مجتمعنا اليوم، والأمراض المتأتية من التشويهين الاثنين لا تقلان أهمية على صعيد انعكاسهما على البيئة كما على الحضارة".

وحول شروط المشاركة في المباريات، أكد أنه "يحق لأي مدرسة المشاركة من خلال اختيارها المتفوقين في اللغة العربية من بين متعلميها"، مضوحا أن "الجمعية بالتواصل مع كل المدارس الراغبة في المشاركة في المباريات في كل لبنان، وتواكب عملهم وتزودهم بالإرشادات اللازمة عند الضّرورة، من خلال لقاءات مع الجسم التربوي في المدارس المعنية"، مضيفا: "تخلق الجمعية حالاً تواصلية وشبكة اتصال تُطلع من خلالهما المدارس المعنية، على كل جديد في شأن المباريات الّتي ستقام في أيّار 2016 بتاريخٍ ومكانٍ يُحدّدان لاحقًا".

واكد الحلو لإدارات المدارس أن "يد الجمعية ممدودة، ومن دون مقابل إلى إدارات المدارس، كي نسهمَ بجزء من الأعباء التّربويّة وصولاً إلى تحقيق الأهداف التّربويّة – التعلّمية معًا، ولمصلحة أبنائنا المتعلّمين"، داعيا الأهلين وذوي المتعلمين الى "تحفيز أولادكم على تعلّم اللّغة العربيّة".

وتوجه إلى كل المعنيين في العمل التربوي من وزارات ودور نشر وراعين للبرامج والأنشطة التربوية، قائلا: "نحن معكم في هذه الورشة، ونستثمر معكم خبرة ربع قرنٍ في تدريس اللغة العربية وإدارة صفوفها والتّنسيق بين أساتذتها، كي نبني إنسانا يتحلى أيضا بمهارات شخصية".