بعد غياب دام لأسبوعين، يعود "التيار الوطني الحر" الى الشارع من جديد في تحرّكٍ لم يُحسَم مكانه وزمانه بعد. الجهوزية التامة بدءاً من اليوم الأربعاء، طلبها العماد ميشال عون، من منسقي التيار وكوادره في الإجتماع الذي عقده في الرابية أول من أمس، والذي ناقش فيه "الجنرال" على مدى ساعتين كل الإحتمالات التي يمكن اللجوء اليها في نزلة الشارع هذه.

اذاً خيار الشارع محسوم عونياً، "أما الأسباب فمتعددة"، يقول مشاركون في اجتماع الرابية.

السبب الأول بحسب هؤلاء مرتبط بالكلام الأخير "الإستفزازي لرئيس الحكومة تمام سلام عن تفعيل العمل الحكومي ولو على حساب تهميش من يمثل المسيحيين". موقف سرعان ما تبعه دعم وتأييد من رئيس "تيار المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ الأمر الذي كشف مدى التنسيق بين رئيس الحكومة الحالي والسابق في معركة كسر العماد عون.

السبب الثاني الذي يدفع بالتيار الى الشارع يعود الى المراسيم التي وعد سلام بتمريرها في الجلسة الأخيرة ونفّذ ذلك على رغم اعتراض وزراء التيار عليها مدعومين من ممثلي "حزب الله" على الطاولة الحكومية.

اما السبب الثالث والأهم بالنسبة الى التيار فهو التظاهر لفتح ملف الإنتخابات النيابية من جديد وإعادته الى الواجهة كمخرج لكل الأزمات الدستورية والمؤسساتية التي يعاني منها لبنان، إذ يعتبر التيار ان اجراء الانتخابات النيابية هو المدخل لإعادة تكوين السلطة من جديد ولإنتخاب رئيس للجمهورية من قبل مجلس شرعي وقانوني إضافة الى تشكيل حكومة جديدة تراعي التوازنات الحقيقية ولا يكون فيها الوزراء المسيحيون مشتتين وموزعين على مرجعيات لا تمثل شيئاً كما هو حاصل مع كتلة رئيس الجمهورية السابق ​ميشال سليمان​ الممثلة بثلاثة وزراء بينما يمثل كتلة التيار النيابية وزيران فقط، هذا فضلاً عن أن "​القوات اللبنانية​" غائبة أساساً عن تركيبة الحكومة علماً انها تمثل أكثر بكثير من "الكتائب" الممثلة بثلاثة وزراء وهي لا يتخطى عدد نوابها الأربعة.

ولأن التظاهر في ساحة رياض الصلح بات دقيقاً من الناحية الأمنية بعدما إنحرفت تظاهرات حملة " طلعت ريحتكم" عن مسارها السلمي يومي السبت والأحد الفائتين، لم يخلص المجتمعون في الرابية الى اعتمادها بشكل نهائي كمكان لإعتصامهم علماً انها كانت خيارهم الأول قبل عطلة نهاية الأسبوع.

اما ساحة الشهداء فلم تحظ خلال الإجتماع بتأييد من المنسقين لإختيارها كمكان للتحرك، والسبب حصول تظاهرات عدة فيها سابقاً وبالتالي أي تحرك ينفذه التيار فيها سيقارن بغيره من التحركات عدداً ومضموناً وخطابات، وهذا ما لا يريده التيار على قاعدة لكل تحرك ظروفه وعدته وعديده.

لكل ما تقدم كانت الأرجحية تميل الى تحركات عدة في الشارع اي في نقاط مختلفة في الوقت عينه. تحركات يسميها العونيون نوعيةً وتصيب اهدافها، غير أن القرار بإعتمادها أو لا بقي رهن قرار "الجنرال" الذي يطل في مؤتمر صحافي تصعيدي خلال الساعات المقبلة.