انتهى مفعول "ابر" المهدئات التي حُقنت في ملف ​النفايات​، فبعد أن شعر اللبنانيون بقرب انتهاء هذه "الفضيحة" المستمرة، انفجرت المفاجأة في وجههم، إلغاء المناقصة واستمرار اقفال مطمر الناعمة واضراب موظفي "​سوكلين​"، مما يعني بطبيعة الحال العودة الى نقطة "ما دون الصفر" في أزمة القُمامة.

يستغرب مصدر مطلع عبر "النشرة" الطريقة التي تعامل بها مجلس الوزراء في ملف المناقصة، "فاللقمة وصلت للفم" حسب تعبيره، ويوضح أنّ "كل من يدّعي انه ضد شركة سوكلين ونهبها للمال العام، ووافق بالأمس على الغاء المناقصات من اساسها هو "يضحك" على الناس، لان المنطق والعقل يقولان ان يتم الموافقة على المناقصة لاقفال الباب نهائيا أمام شركة سوكلين ومن ثم تدخل الدولة في مفاوضات مع الشركات الفائزة لتخفيض الاسعار ولو فعلت نجحت".

وبعد العودة الى ما قبل البداية، يشدد المصدر على ضرورة سحب ملف مناقصات النفايات من يد مجلس الانماء والاعمار الذي حارب رئيسه نبيل الجسر لابقاء الملف بيد المجلس المذكور وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة، ويشرح أنّ "هذا المجلس فشل فشلا ذريعا انطلاقا من دفتر شروط المناقصات غير الملائم، وبالتالي يجب احالة الملف على ادارة التفتيش المركزي وتحديدا الى ادارة المناقصات فيه وعندها لا يعود وزير البيئة او غيره من الوزراء قادرين على رئاسة لجنة فضّ العروض او التدخّل بعملها".

بعد الغاء المناقصات، الى اين؟

بعد الغاء المناقصة عدنا الى "سوكلين" فهذه الشركة ستستمر بعملها، وقد تشهد الايام المقبلة مفاوضات على اعادة فتح مطمر الناعمة بشروط يضعها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، يقول المصدر. ويضيف: "السؤال الاساس الذي يطرح هنا دون جواب، هو كيف يحق لشخص واحد ان يُقفل مرفقا عاما ويأخذ لبنان رهينة دون ان يوقفه أحد، وهل يحق لسياسيين آخرين مثلا ان يُقفلوا معمل الذوق الكهربائي كونه أكثر تلويثا وضررا من مطمر الناعمة؟ وهل يمكن لسياسي ان يُقفل مرفأ بيروت الذي تصل رائحة الابقار فيه الى أنوف القاطنين في محيطه؟"

واللافت ايضا بحسب المتابعات أن الامس واليوم شهدا تراكما ملحوظا لكميات النفايات في الشوارع، والسبب بحسب المصدر يعود لإضراب عمال "سوكلين" الذين وبحسب الشركة يعتصمون خوفا على مصيرهم وعملهم ومستقبلهم، بينما الحقيقة ان رئيس مجلس ادارة سوكلين يمارس الضغط الذي مارسه سابقا عند كل استحقاق له علاقة بالنفايات لتحقيق ما يمكن تحقيقه. وعلمت "النشرة" من مصادر خاصة ان ميسرة سكر الموجود خارج لبنان وفي لندن تحديدا يفكر مليًّا قبل زيارة بيروت بعد انطلاق الملف القضائي الخاص بشركته لدى قاضي التحقيق المالي، كذلك علمت ان مدير عام الشركة لم يُستدعَ حتى الان من أجل الاستماع لافادته.

وبالعودة لنفايات الشوارع فقد علمت "النشرة" ان شركة سوكلين ستبدأ بإزالتها في الساعات المقبلة ولكن دون معرفة الوجهة التي ستقصدها القُمامة، وتشير المعلومات الى ان الاماكن التي خُصِّصت للجمع في بداية الازمة قد امتلأت وبالتالي يتم رمي النفايات حاليا بطريقة عشوائية واماكن مختلفة لا تعلم وزارة البيئة عنها أي شيء.

أُلغيت مناقصة النفايات وانتهى معها "حلم" الوصول الى حلّ علمي وبيئي لهذا الملفّ بانتظار حلم جديد، وعاد "كابوس" سوكلين ليغزو لبنان مجددا، تماما كما تغزو النفايات شوارعه يوميا.

تصوير محمد سلمان (الألبوم الكاملهنا)