اعتبرت مصادر سياسية مسيحية في حديث لـ"الديار" أن الوضع اللبناني إختلف اليوم من كل جوانبه، اذ لم تعد شعارات الحرية والسيادة والاستقلال تجمع اللبنانيين المنقسمين سياسياً الى ابعد الحدود، فمحاولات توحيدهم باءت كلها بالفشل، ولم تعد تنفع وساطات الداخل والخارج، والمشهد مماثل على الخط المسيحي السياسي، فالانقسام كبير، وإن حظي بلقاءات وإعلان نوايا مشتركة، اذ وعلى ما يبدو لم تتوصل هذه النوايا الى حل في اهم ملف مسيحي، وهو رئاسة الجمهورية الفارغة الموقع منذ سنة وثلاثة اشهر، مذكّرة بما تضمنته ورقة " إعلان النوايا" الموقعة من "القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر" قبل اشهر، والتي تشدّد على ضرورة تصويب المسار، من خلال العودة الى مرتكزات الميثاق الوطني واحكام الدستور المتعلقة خصوصاً بانتخاب رئيس للجمهورية، على ان يحمل صفات القوة والقبول في بيئته والقدرة على طمأنة المكونات الأخرى، والايفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة بما يؤمن الشراكة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا، سائلة عن مدى تطبيق هذا البند ضمن الورقة المذكورة".

ونقلت المصادر المذكورة إستياء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مما يجري اليوم في البلد، والذي يكاد يشعل الوضع الامني في أي لحظة، لان الكيل قد طفح ويستدعي اجتماعاً مسيحياً طارئاً لوضع الجميع امام مسؤولياتهم ، من خلال التواصل ووضع النقاط على الحروف، خصوصاً في الملف الرئاسي الضائع والذي يستدعي حلولاً في العمق، لافتة الى مسعى كبير لعقد لقاء مرتقب يضّم القادة الموارنة الاربعة، للبحث في المخارج تحت عنوان وحيد هو إنقاذ لبنان، واشارت الى ان الراعي وانطلاقاً من ذلك سيمتحن مدى مصداقية اعلان النوايا، اذ سيطلب من موقعيه تنفيذ البند الرئاسي ضمنه، لان الجمهورية في خطر كبير وناقوس الخطر قد دُّق على كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد من تشنجات وتوترات وانقسامات.