اعتبر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ​ياسين جابر​ أنّ الحراك الشعبي الذي يشهده وسط بيروت عبارة عن ظاهرة "عفوية وصحية" بعدما تحول ملف ​النفايات​ للشعرة التي كسرت ظهر البعير نتيجة تراكم هموم ومشاكل المواطنين التي بدل ان يكون هناك من يلتفت لايجاد حلول لها كان هناك من يفاقمها باقفال مطمر الناعمة قبل ايجاد بدائل لطمر النفايات التي أغرقت الشوارع والبلد.

ورأى جابر، في حديث لـ"النشرة"، أن الحراك الشعبي وجّه ضربة قاضية للمؤامرة التي كانت تحاك بملف النفايات ووضع حدًا للجريمة التي كانت تُرتكَب بحق البلديات من خلال مصادرة أموالهم، معربًا عن اطمئنانه للقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة في هذا المجال. وقال: "نحن مثلاً في اتحاد بلديات الشقيف سنعيد تفعيل مصنع النفايات والذي يستوعب ما تفرزه البلدات الـ29 في الاتحاد على ان لا يكون هناك للطمر بعد الفرز المنزلي والتصنيع الا العوادم التي لا تضر بالبيئة".

ولفت جابر الى ان المشكلة الأساسية التي نحن بصددها هي أن شركة سوكلين وطوال فترة عملها كانت تكتفي بجمع النفايات وطمرها دون بذل أي جهد لتحسين الوضع من خلال اقامة المعامل والمصانع التي نسعى اليها حاليا.

الحل ليس باستقالة الحكومة

ودعا جابر لـ"التنبه كثيرا في التعاطي مع ملف الحراك الشعبي"، مشدّدًا على وجوب "الحرص على القوى الأمنية التي تعرّضت لهجمة كبيرة علمًا أنّها تقوم بجهود جبارة للحفاظ على الامن في وقت تشهد البلاد المجاورة ما تشهده على صعيد الحروب والأزمات الكبرى، وبالتالي قد يكون من الاساسي في مكان الحفاظ على الاستقرار الامني الهش الذي نعيش في ظله منذ فترة". واضاف: "نحن نؤيد نقل حركة الاعتراض الى ساحة الشهداء باعتبار اننا بغنى عن اي مواجهة مع القوى الامنية التي تسعى للحفاظ على أمن السراي الحكومي والذي قد يشعل التعرض له مجددا النار المذهبية والطائفية خاصة وان لكل فرد قد يفكر باللجوء للشارع أجندة معينة وأسلوب تعبير مختلف".

ونبّه جابر الى ان القيادات الحالية تأخذ البلد في مسار انحداري، مشددا على ان استقالة الحكومة لن تحل الازمة باعتبار انها ستبقى حكومة تصريف أعمال، وأوضح أنّ "مفتاح الحل هو باعادة احياء الحياة الدستورية من خلال المباشرة أولى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن ثمّ العودة الى العمل التشريعي على ان يكون اقرار قانون جديد تجري على اساسه الانتخابات النيابية اولوية على جدول الاعمال".

مؤشرات اقتصادية سلبية

وشدّد جابر على ان الحل لا يمكن أن يكون بكسر أحد الفرقاء باعتبار اننا بالنهاية شركاء في هذا الوطن الذي لا يمكن ان يقوم الا بالحوار، وقال: "علمت ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري تواصل مؤخرًا مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي تلقى ايضا اتصالا من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب ​وليد جنبلاط​ وهو ما يبشّر بعودة الامور الى السكة الصحيحة".

وكشف جابر عن اعداد بري لـ"مؤتمر حواري" يجمع الاقطاب للبحث في كيفية الخروج من المأزق الحالي، وقال: "حتى الساعة لم نتلق أجوبة كل الفرقاء بهذا الخصوص وبعضهم أبلغنا انّه لا يزال يبحث بالموضوع، وبالتالي فان الجهود متواصلة في هذا الاتجاه لكن المشهد العام لم يكتمل بعد".

وشدّد جابر على وجوب الانصراف الى معالجة الوضع الاقتصادي الذي ينذر بمخاطر جمة نظرا للمؤشرات السلبية التي تصلنا مع انهيار سعر البترول وتأثيراته المرتقبة علينا خاصة لجهة تراجع تحويلات المغتربين اللبنانيين. وأضاف: "كما ان ميزان المدفوعات اللبناني شهد تراجعا كبيرا في الاشهر الـ6 الماضية كما حركة الاستيراد التي تراجعت 18%".