يبدو أنّ تداعيات انتخابات رئاسة "التيار الوطني الحر" التي انتهت بفوز الوزير ​جبران باسيل​ بالتزكية بدأت بالظهور بشكلٍ أو بآخر، على خلفية الامتعاض الذي عبّر عنه بعض الناشطين في "التيار" في العلن من المنحى الذي ذهبت إليه الأمور.

وفي هذا السياق، علمت "النشرة" أنّ قيادة "التيار" قامت بفصل خمسة ناشطين من "التيار" حتى الآن، على خلفية ردود فعلهم على الانتخابات الحزبية.

ومن الناشطين المفصولين، بحسب المعلومات، كلّ من هاكوب واهان مانيساجيان من هيئة بيروت الثالثة (رقم بطاقته الحزبية 205900196)، وشادي سمير أنطونيوس من هيئة المتن / الجديدة (رقم بطاقته الحزبية (209400106)، وميشال توفيق أبي خليل من هيئة المتن / برج حمود (رقم بطاقته الحزبية 202300253). وقد تمّ فصل الناشطين الثلاثة لأنّهم أقدموا على تمزيق بطاقتهم الحزبيّة وتصويرها ممزّقة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، تمّ فصل كلّ من لينا عبد الله عقيقي من هيئة كسروان / كفرذبيان / قطاع النقابات (رقم بطاقتها الحزبية 2604700206) وباتريك الياس رزق الله من هيئة جزين / قيتولي / قطاع الشباب (رقم بطاقته الحزبية 2103300132)، وذلك لأنّهما أدليا بتصاريح ومواقف تسيء إلى التيار الوطني الحر لوسائل الإعلام المرئية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.

وقد وقّع رئيس التيار العماد ميشال عون على قرارات فصل الناشطين الخمسة، وكلّفت الأمانة العامة لجنة الموارد البشرية ومنسقي الأقضية المعنيّة تنفيذ وإبلاغ أصحاب العلاقة مضمون هذه القرارات، كما كلّفت هيئات الأقضية تعميم مضمون هذه القرارات على الناشطين كافة.

وفي سياقٍ متصل، أعلن منسق "التيار الوطني الحر" في الكويت أندريه جوزيف كرم (رقم بطاقته الحزبية 2101800126) استقالته من منصبه، وقال: "حفاظاً على ما آمنّا به وحفاظاً على كرامتنا، أعلن استقالتي من منصبي كمنسق "منتخب" للتيار الوطني الحر في الكويت، مع العلم بأنّه تمّ "انتخابي" ديمقراطياً وبالأكثرية، أما بخصوص عضويتي في التيار الوطني الحر فسأحافظ عليها إلا إذا ارتأيتم غير ذلك كإقالتي مثلاً".

وتبقى المفارقة أنّ عمليات الفصل هذه التي تقوم بها قيادة "التيار" رفضاً لاعتراض ناشطين على ديمقراطيةٍ غابت عن انتخابات لم تحصل أصلاً يأتي في وقتٍ حسّاس بات الشارع يسبق فيه القيادات، وفي وقتٍ لا شكّ أنّ "التيار" هو فيه بأمسّ الحاجة للملمة جراحه وطمأنة الناس الذين كانوا معه من وقت النشأة وإلى اليوم ولم يتركوه لحظة، وخصوصًا أولئك الذين آمنوا في وقتٍ من الأوقات بخطاب العماد ميشال عون الذي طالب بالعلمانية والتغيير والإصلاح.

ويبقى السؤال وسط كلّ ذلك، أين "التيار الوطني الحر" من مبادئه في هذه المعركة؟ وهل بهذه الطريقة يقنع ناشطيه بقبول التسوية التي أبرمت؟ وإذا كان التيار يدافع عن ديمقراطيته بالقول أنّ الاتفاق الذي حصل لتجنّب المعارك الداخلية، فأيّ ديمقراطية يحميها عندما يفصل الناشطين الذين شعروا بالإحباط في مكانٍ ما وقرّروا أن "يفشّوا خلقهم"، دون أن يدروا أنّ "فشّة الخلق" هذه ستكون بطاقة خروجهم من تيارٍ آمنوا به وبمبادئه، كما فهموها؟