ترأس البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ جنازة مثلث الرحمة المطران جورج أبي صابر، مشيراً الى "أننا بالأسى الشديد وصلاة الرجاء نودعه الوداع الأخير"، موضحاً أن المطران جورج وجه لامع في الرهبانية والكنيسة، وقد خصه الله بمواهب روحية وفكرية عديدة، ساعدته السلطة الرهبانية على إنمائها وتثميرها بالعلم الرفيع الذي وفرته له وبالمسؤوليات الكبيرة التي أسندت إليه، فبعد أن أنهى دروسه الفلسفية واللاهوتية في جامعة القديس يوسف - بيروت، أرسلته السلطة إلى الجامعة الكاثوليكية في ستراسبورغ، حيث حاز على إجازتين في اللاهوت والحق القانوني، وبعد الرسامة الكهنوتية في تموز 1952 عادت فأرسلته إلى روما للتخصص في اللاهوت العقائدي في المعهد الحبري الشرقي، فحاز على شهادة دكتوراه فيه وفي العلوم اللاهوتية الشرقية، وفور عودته إلى لبنان، أسندت إليه السلطة الرهبانية تعليم اللاهوت العقائدي في جامعة الروح القدس - الكسليك، ثم رئاسة الدير والجامعة، فعمادة كلية اللاهوت، وتسنى له أن يرافق النشء الرهباني، ولا سيما الإخوة الدارسين، فانطبعت في عقولهم صورة الأب جورج المربي والمعلم والإداري والمسؤول، فأحبوه ورأوا فيه المثال والقدوة، ذلك أنهم نالوا الحياة الوافرة من المسيح على يده".

وأوضح الراعي أن المطران أبي صابر أتقن من اللغات الأجنبية الفرنسية والإيطالية والالمانية والانكليزية، ومن القديمة السريانية وآدابها، وقد تولى تعليمها لسنوات في الجامعة اللبنانية، ولمع اسمه بين كبار اللاهوتيين الشرقيين، فعينه القديس البابا بولس السادس عضوا في اللجنة اللاهوتية الدولية سنة 1974. ومن قبلها تولى رئاسة مدرسة مار شربل في الجيه، وإدارة مدرسة القديسة تقلا في وادي شحرور، كما انتخب في صيف 1974 مدبرا ونائبا عاما في عهد المرحوم الأباتي شربل قسيس.

وفوق ذلك ترك للأجيال نتاجا فكريا متنوعا أغنى المكتبة العربية. فبالإضافة إلى العديد من المقالات، ألف ما بين 1961 و1974 ثماني مؤلفات، هي: "إعتبارات في الحياة الرهبانية"، باللغة العربية، "هل نحن على مفترق"، باللغة العربية، "رسائل رعوية من القرن الثاني"، باللغة العربية، "أناشيد سليمان"، باللغة العربية، "العماد المسيحي عند المدافعين في القرن الثاني"، باللغة الفرنسية، و"اللاهوت العمادي عند القديس افرام"، باللغة الفرنسية، سلسلة منشورات طريق المحبة، بالتعاون مع مجموعة الآباء، السنكسار الماروني مع الأب بولس ضاهر.

ولفت الى أنه لقد أمن للأجيال بواسطة كل هذه المؤلفات الطريق المؤدي إلى المسيح الباب فإلى الحياة الوافرة.