أكّدت أوساط دبلوماسية مراقبة، ان "الشعب في لبنان بات يعي تماماً قوّة وقع التظاهرات التي يقوم بها، والمطالب التي يريد تحقيقها عبرها خصوصاً بعد تخلّيه عن الفروقات الطائفية والدينية والمناطقية، وعن الأعلام الحزبية واستبدالها بالعلم اللبناني وحده، وعن الألوان الخاصة بكلّ فريق منهم، والتي غالباً ما جعلته منقسماً على بعضه البعض. ولهذا عليه أن يُبقي على ثورته أو فورته الحالية، بعيدة عن كلّ ما قد يُعيد شعاراتها المدنية والإجتماعية والمعيشية الى القوالب الحزبية التي تخدم فئة معينة دون الأخرى".

ورأت الأوساط نفسها في حديث لـ"الديار" أنّ "قوة الشعب اللبناني تجلّت خلال التظاهرات في الأيام الماضية، بالحرية التي يتمتّع بها وبعدم رفع المتظاهرين أي أعلام حزبية بل يافطات تضمّنت حقوقاً مطلبية ملّ المواطن من عدم حصوله عليها بسبب تجاوز النظام والقوانين والسرقة المستشرية في كلّ ملف قبل إيجاد الحلول المناسبة له. والأهمّ أنّ جميع الحملات من "طلعت ريحتكم" الى "بدنا نحاسب" الى "حلّوا عنّا"، و"بدنا الدولة"، وصولاً الى "ع الشارع"، و"شباب 22 آب"، و"الشعب يريد"، و"عكّار منّا مزبلة"، وسواها توافقت، (من دون أن تتفق) على المطالب المعيشية والحياتية نفسها من إيجاد الحلّ لملف النفايات ولملمتها من الشارع وتوفير المطامر لها، الى حلّ مشكلة الماء والكهرباء، وأزمة السكن وقانون الإيجارات، وتأمين الضمان الصحي لجميع المواطنين، وغلاء المعيشة وغيرها، وصولاً الى المطالبة بقانون إنتخابات جديد يأتي بالرئيس العتيد للبلاد، انطلاقاً من رفض مبدأ التمديد للوجوه نفسها في كلّ المؤسسات".