رأى البطريرك المراوني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "الذهنية الاستهلاكية لا تتوقّف فقط عند المأكل والمشرب والملبس ومقتنيات هذه الدنيا، وميول الحياة وانحرافاتها، لكنها تتسع لتشمل الساعين بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إلى الحصول على السلطة والاحتفاظ بها، وإلى النفوذ والاستكبار"، مشيرا الى أنها "تشمل أيضًا أهداف أمراء الحرب، من دول وتنظيمات إرهابية، ومصالحهم، كما هي الحال في العراق وسوريا واليمن وفلسطين وسواها. وهي مصالح أصبحت واضحة في أهدافها الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية".

ولفت الراعي خلال قداس الأحد في الديمان الى أن "الحالة المأساوية التي وصلنا اليها في لبنان انما هي النتيجة لتفشّي الذهنية الاستهلاكية المادية والسياسية والاخلاقية التي تحتلّ الاولوية على حساب قيام الدولة القادرة بمؤسساتها الدستورية والعامة. هي المآرب الشخصية المادية والسياسية التي تعطل انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة وخمسة اشهر كاملة، وتعطل بالتالي عمل المجلس النيابي، وتنذر بشلل الحكومة، وتحمي الجرائم والفوضى الأمنية والفساد وسلب المال العام، وتستهتر بحياة المواطنين وسلامتهم، وتحرمهم من أبسط حقوقهم الأساسية".

وأشار الى أنه "هذا السبب، قامت التظاهرات الشبابيّة والشعبيّة المُحقّة من المجتمع المدني في العاصمة اللبنانية وعواصم بلدان الانتشار"، مشددا على أنه "لا يمكن ولا يجوز ان تميّع في مطالبها بالطرق الكاذبة، ولا أن تنحرف هي عن هدفها الأساسي وهو المطالبة برجال دولة يمارسون السياسة النبيلة القائمة على الحقيقة والعدالة والتجرّد والتفاني في تأمين الخير العام بكلّ أوضاعه الاقتصادية والمعيشية والصحّية والأمنية، وبكلّ مقتضياته التشريعية والاجرائية والإدارية والقضائية".

وأوضح الراعي أنه "من أجل البلوغ إلى هذه الغاية، يجب الدخول من الباب المؤدي اليها، وهو انتخاب رئيس للجمهورية فورًا وبحسب الاصول الدستورية".