ذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية ان "سائقا كفيفا واصما قام بقيادة سيارة بتعرجات على مدرج مطار في بولندا يقودها"، موضحةً انه "تجاوز نحو عشرين شخصا يعانون من هذه الإعاقة في سباق للسيارات".

ولفتت الصحيفة الى انه "في هذه المسابقة الخارجة عن المألوف التي نظمت خصيصا لهم على مدرج مطار لودز "وسط" على كل واحد منهم ان يقوم بجولتين على الحلبة مع قياس سرعتهم برفقة مساعد سائق لا يعاني من اعاقة".

واذ اكد المسؤول عن جمعية بولندية لمساعدة الصم والمكفوفين، ماتيوش كوتنوفسكي للصحيفة ان "12 من اصل 19 مشاركا، لم يسبق لهم ان قادوا سيارة في حياتهم وسبعة منهم كانوا يقودون قبل اصابتهم بالاعاقة"، لافتاً الى ان "بعضهم اصم او مكفوف بالكامل. اما الذين يرون ويسمعون قليلا فقد وضعوا اقنعة لكي يكون الجميع على قدم المساواة".

واضاف: "قبل المسابقة، تدرب المشاركون على مدى يومين. ووضعت ثلاث مدارس لتعليم القيادة مهتمة بالمشروع تحت تصرفهم مرآبا وخمس سيارات ومدربين. واضطر هؤلاء قبل البدء بالتدريب على تطوير لغة تستند على اللمس للتواصل مع المشاركين".

فيما شرح سبيغنيف بالغان وهو صاحب مدرسة لتعليم قيادة السيارات لتلميذه المكفوف والاصم للصحيفة، انه "عندما اضغط على الجهة الشمالية من ركبتك تستدير شمالا. وعندما اضغط على الجانب الايمن تستدير يمنة. وعندما المس اعلى ركبتك تجلس المقود وعندما اضغط تزيد من سرعتك. وعندما اشد على ركبتك تستخدم الفرامل"، موضحاً انه "يمكن للمدرب في اي لحظة ان يوقف السيارة. وعلى مر الكيلومترات تزداد ثقة السائقين بانفسهم على غرار كاميلا دوبرينجكا "30 عاما" وهي شبه صماء وعوراء. وفي نهاية الخط المستقيم بلغت سرعة سيارتها خمسين كيلومترا في الساعة".

اما السائقة الكفيفة كاميلا فأردفت: "انه شعور غريب. فثمة خوف اذ لا نعرف اي نتواجد لذا فان عيني المدرب واذنيه هما عيناك واذناك. ويجب ان يكون لك كامل الثقة به".

واذ لفتت الصحيفة الى ان "سيلفيك المكفوف والاصم سيقود سيارة للمرة الاولى في حياته، زوجته كاسيا المكفوفة منذ الولادة اتت لتشجيعه، وهما يقولان ان الامر يشكل بالنسبة لهما طريقة لنسيان مشاكلهما اليومية"، مشيرةً الى ان "​سيلفيك سليبيك​ الثلاثيني هو بائع سابق في سوبرماركت ويبحث عن عمل منذ ثلاث سنوات لكن من دون جدوى. في بولندا يصل معدل البطالة في صفوف المعوقين الى 16 بالمئة، وبمشاركته في هذا السباق يأمل الزوجان ان تتغير نظرة الناس اليهما".

وافادت الصحيفة انه "في يوم السباق اجرى سيلفيك جولة من دون اي خطأ على مدرج المطار. وحل في المرتبة السادسة ما اثار اعجابا كبيرا لدى زوجته التي صرخت "لدي بطل"، فيما حلت كاميلا في المرتبة الاولى محطمة الافكار المسبقة حول المعوقين، وايضا حول قيادة النساء للسيارات".