وإستنفر العونيون ناشطيهم على كل المستويات تحضيراً لتظاهرة الجمعة المقبل في ساحة الشهداء وهي من التحركات النادرة التي يولي فيها "التيار الوطني الحر" مسألة الأعداد المشاركة الأهمية الكبرى، بعدما كان يتكل في الماضي على تحركات نوعية يمكن أن يقتصر تنفيذها على 500 ناشط فقط. أما أسباب هذا التحول من النوعية الى العددية فغير مرتبط بسبب واحد أو عامل واحد بحسب أوساط قيادية في التيار. من هذه الأسباب ما يعود الى إعطاء زخم لنزوله الى الشارع في معركة فتحت ولن تقفل تحت عناوين قانون الإنتخاب النسبي والإنتخابات النيابية ثم الرئاسية فتشكيل الحكومة، ومنها ما هو مرتبط بالمواجهة التي إنطلقت على طاولة مجلس الوزراء وأدت فعلياً الى تعطيل الحكومة بعد إنسحاب وزراء التكتل و"حزب الله" من الجلسة. أضف الى ذلك فالتيار بأمسّ الحاجة لتخطي بلبلة إنتخاباته الداخلية التي لم تحصل، عبر تحرك شعبي يثبت أن مسيرته مستمرة داخل المؤسسات وفي الشارع، حيث جذور إنطلاقة حالته الشعبية.

وإذا كانت الأسباب التي تدفع التيار الى الإهتمام بمسألة الأعداد المشاركة كثيرة، فالتدابير والتعاميم التي إتخذتها القيادة خلال الساعات الماضية بهدف تعبئة الناشطين والمناصرين والمحازبين، أكثر منها بكثير، ويستغرق تنفيذها أياماً عدة بدءاً من اليوم.

وبحسب المعلومات طلبت هذه التدابير من منسقي هيئات الأقضية وأعضائها، منسقي قطاعات النقابات والشباب وشؤون المرأة إضافة الى اللجان المركزية، الدعوة الضرورية والملحة اليوم لجمعية عمومية، تركز على ضرورة الحشد الشعبي "المهم في هذه المرحلة"، هذا بالإضافة الى إرسال رسائل قصيرة الى جميع الناشطين تحضيراً ليوم الجمعة.

غداً سيفتح التيار مكاتبه في الأقضية على وقع الأغاني الوطنية والحزبية والخطابات الداعية الى المشاركة في التظاهرة، على أن تواكب هذه الدعوات بتجمعات في ساحات القرى والبلدات. عملية الحشد هذه ستشمل أيضاً رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة، لا سيما الحزبيين والمقربين منهم.

أما الأربعاء، فستجوب المواكب السيارة التي أثبتت فعاليتها في التحركات السابقة، شوارع المناطق، على أن تتقدمها سيارة تحمل مكبرات الصوت الداعية الى المشاركة. ولأن مسألة الأعداد أكثر من جدية هذه المرة، على المنسقين أن يفيدوا الأمانة العامة للتيار بأعداد المشاركين، ومواقع الإنطلاق. وإذا كانوا بحاجة الى مساعدات لوجستية من أعلام ولافتات ووسائل نقل، فعليهم أن يبلغوا المعنيين بهذه المطالب. وفي اليوم عينه سيحدد التيار نقاط التجمع في المناطق، حيث ستكون وسائل النقل جاهزة قبل ساعات من التظاهرة.

كل التدابير والتعاميم التي سبقت، ستسري على يوم الخميس أيضاً، أضف اليها إستلام عدة الشغل اللوجستية من شعارات وأعلام ولافتات من مبنى الأمانة العامة في سنتر ميرنا الشالوحي.

وفي يوم الحدث، طلبت قيادة التيار من مفاتيحها في الأقضية والمناطق الحضور الى مكاتب الأمانة العامة قبل ساعتين من الإنطلاق، لمتابعة لوائح المشاركين عبر الهاتف، والتأكد من الحضور وتجييش ما أمكن، وإذا أضطر أي من المنسقين على الغياب لسبب قاهر عليه أن يعين بديلاً عنه ويبلغ غرفة العمليات بذلك.

وكي لا تتحول التظاهرة الى شغب، كان تشديد على الإلتزام بكل التعليمات التي تعطى عبر مكبرات الصوت في ساحة الشهداء، حيث سيبدأ التحرك عند الخامسة والنصف عصراً.

اذاً بعدما خرجت الأحزاب والتيارات السياسية من الشارع وحصرت نشاطاتها داخل القاعات المقفلة، ها هو التيار الوطني الحر يخرق هذه القاعدة، واضعاً نفسه أمام إمتحان شعبي. إمتحان لطالما هوى العماد ميشال عون خوضه ولو منفرداً، من فرعيتي المتن الشمالي الأولى والثانية، الى فرعية بعبدا-عالية، واللائحة طويلة...