رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ أنه "عبر سنوات التاريخ يتم النظر إلى لبنان على انها الحلقة الأضعف وسط دول الجوار القوية، والآن على الساحة السياسية سقطت دول الجوار الاقوى وبقي لبنان صامداً قوياً"، مشيرا الى أن "هذا الصمود يحدث في لبنان رغم عدم وجود رئيس جمهورية وحكومة فعلية ومجلس نواب يتحمل مسؤولياته امام كل شيء، وبالتالي هذا امر ملفت، ان دلّ على شيء، يدل علي ان أسس وجود لبنان أسس قوية وضخمة وثابتة وراسخة، وهذا يدل على ان لبنان ايضاً له جذور ثابتة في الارض والتاريخ، خاصة في هذه المرحلة التي تتعرض فيها الدول في الشرق الاوسط إلى هزات عنيفة".

وفي حديث لصحيفة "الأخبار" المصرية، حمل جعجع مسؤولية عدم انتخاب الرئيس اللبناني وتعطيل الدولة اللبنانية لـ"طهران وحلفاؤها داخل لبنان وهو "حزب الله". وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية أدى إلى تعطيل كلي لجميع المؤسسات الدستورية، وبالتالي تعطيل الحياة السياسية ومعها بالطبع مصالح المواطنين"، معتبرا أن "الهدف من التعطيل هو تحقيق أكبر قدر من الضغط حتى يقبل الفرقاء اللبنانيون برئيس تابع لايران مباشرة أو رئيس يأخذ قراراته من ايران وبدون هذا الضغط موازين القوى داخل مجلس النواب اللبناني لا تسمح بوجود رئيس تابع لايران على عكس الرئيس السابق ميشال سليمان وهو رئيس وسطي كان قريباً من ايران ولكنه في نفس الوقت قريب من كل القوى السياسية في لبنان".

ولفت الى أنه "عندما تضع ايران عقلها في رأسها وتفرج عن ​الانتخابات الرئاسية​ سينزل النواب إلى البرلمان وينتخبون رئيس الجمهورية ثم تجري انتخابات نيابية جديدة ويتكون مجلس النواب ويكتمل بذلك بناء المؤسسات الدستورية في لبنان"، مشيرا الى أن "الضغط الذي يحدث في لبنان الآن قد يكون له اكثر من هدف، ولكن الهدف الاساسي هو السيطرة علي منصب رئيس الجمهورية بالقوة خاصة ان من يريد السيطرة لا يمتلك الاكثرية في البرلمان اللبناني التي تمكنه من انتخاب رئيس تابع له".

وردا على سؤال حول ما اذا كان "الوجود المسيحي بات مهدداً في لبنان وفي الشرق ككل، قال جعجع: "اسمع كثيراً عن ه‍ذه المقولة ولكني لست موافقاً عليها تماماً، فالمسلمون يتعرضون في المنطقة إلى احداث دموية اكثر من التي يتعرض لها المسيحيون ولكنهم باقون، كما ان المسيحيين عبر التاريخ تعرضوا لاحداث دموية كثيرة ومع ذلك لم يتم اقتلاعهم من المنطقة، كما ان المسيحيين تعرضوا لهزات عنيفة في القرون التاسعة والعاشرة والحادية عشرة وتعرض أيضاً المسيحيون في الجانب الغربي من البحر المتوسط لاحداث كبيرة ولم نسمع عن اضمحلال دورهم في اي مكان، وبالتالي لا اتوقع تراجع دور المسيحيين في لبنان".

وشدد جعجع على أن "البرلمان اللبناني لم يفقد شرعيته، وكنا نتمنى في لبنان اجراء الانتخابات البرلمانية في توقيتها، ولكن الحكومة لم تأخذ اجراءات الانتخابات البرلمانية وكنا امام خيارين لا ثالث لهما، فقد كنا امام فراغ دستوري كامل بعد فراغ منصب الرئيس اللبناني، او التمديد لمجلس النواب والابقاء على الحكومة الحالية حتى يصبح لدى اللبنانيين مؤسسات شرعية،"، معتبرا أن "التمديد شرعي بنسبة كبيرة لان القوى السياسية التي ستقود البلد في حال اجراء اي انتخابات هي ممثلة داخل البرلمان، لذلك اؤكد ان هذا التمديد شرعي حتي اشعار آخر".

وحول المتظاهرات، أكد جعجع أن "المتظاهرين لديهم حق في جميع حقوقهم خاصة ان الحكومة فشلت في ايجاد حل فوري وعاجل لمشكلة النفايات، ولكن على المتظاهرين البقاء في الميادين لحين انعقاد جلسات لمجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وبعد ذلك يتم اختيار حكومة جديدة"، معتبرا أن "الدعوات لاسقاط الحكومة الحالية بدون انتخاب رئيس للبلاد فهو انتحار سياسي للبنان ككل، لانه اذا سقطت الحكومة، يصبح لبنان من غير رئيس ولا حكومة ولا مجلس نواب".

من جهة أخرى، شدد على أن "السعودية السعودية كانت تشجع على الاتفاق مع "التيار الوطني الحر" من اجل استقرار لبنان والحفاظ على تماسكه، كما ان هذا "اعلان النوايا" قضى على عقود طويلة من العدائية مع خصم وفريق بأكمله يقوده ميشال عون، ونحن نتحدث مع بعض يومياً ونعترف بأن لدينا اختلافاً في وجهات النظر حول ملفات الرئاسة والحكومة ولكننا نسعى للحفاظ على وحدة لبنان".

ورأى جعجع أن "الجيش اللبناني قادر على الحفاظ على لبنان بخلاف ما يسوّق له آخرون، فوحدة الجيش اللبناني هو قرار سياسي من الدرجة الاولى، والجيش اللبناني له دور كبير على صعيد تماسك لبنان ولكن اذا اختلف الفرقاء اللبنانيون اكثر فهذا بالطبع سيؤثر على الجيش".

واعتبر أن "سقوط بشار الاسد أجمل هدية للعالم أجمع وللانسانية وللبنانيين خاصةً، ان هذا النظام هو نظام دموي ارتكب العديد من المجازر هنا وهناك وتلطخت يده بالدماء وقام بتعذيب العديد من اللبنانيين داخل سجونه ومعتقلاته"، مشيرا الى أن "لا حل بسوريا الا بدخول قوة عربية مشتركة لسوريا تسقط النظام وتسقط داعش ايضاً، وتترك المجال لقوى سياسية حرة على أرض الواقع تقود سوريا".