اعتبر النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم انه "لا بد من طرح بعض اسئلة بمثابة فحص ضمير لنا جميعا علنا نعي خطورة الوضع الذي وصلنا اليه وضرورة العمل معا على وقف انهيار الوطن بكل مقوماته".

مظلوم وخلال تمثيله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في احتفال الذكرى الـ95 لاعلان دولة لبنان الكبير اشار الى انه "جميل ان تتذكر الشعوب تاريخها وان تكرم الرجالات الذين ساهموا في بناء هذا التاريخ، لا للتمسك بالماضي والتوق النوستلجي اليه، بل لاخذ العبر والتشبه بالكبار الذين عرفوا ان يجاهدوا في سبيل بناء وطنهم ويضحوا بمصالحهم الخاصة في سبيل المصلحة العامة والخير العام، ويكونوا على مستوى المسؤوليات التي يطمحون الى تحملها"، لافتا الى ان "البطريرك الحويك لم يخطىء في انشاء لبنان الكبير لكنه ظن ان اللبنانيين ولا سيما ابناءه الموارنة سيكونون كبارا على مقدار لبنان الكبير ويحافظون عليه، لكنهم بقوا صغارا ولم يرتقوا الى مستوى المسؤولية".

وسأل مظلوم "لكن اذا ما نظرنا الى ما يجري حولنا وعندنا اليوم فما هي نتيجة 95 عاما من عمر لبنان الكبير؟ أي دولة بنينا وأي مجتمع ربينا؟ المؤسسات الدستورية الاساسية اين اصبحت؟"، مضيفا "شغور في رئاسة الجمهورية منذ 15 شهرا، مجلس نيابي شبه مشلول وقد مدد ولايته مرتين وهناك شكوك في شرعيته، حكومة مكبلة لم تستطع ان توفر أبسط حاجات المواطنين من مياه وكهرباء ومعالجة شؤون البيئة والصحة والنظافة، ادارة عامة مترهلة وينخرها الفساد والرشوة على كل المستويات السمسرات والصفقات ونهب المال العام اصبح مباحا وما من احد يحاسب احدا، وقد امتد الفساد الى المجتمع، وانهارت الاخلاق الخاصة والعامة، ولم يعد هناك من عيب او حياء الا ما ندر، الامن مضطرب والحدود مهددة بالرغم من بطولات الجيش وتضحيات سائر القوى الامنية، ازمة اقتصادية خانقة اوصلت الدين العام الى ما يفوق السبعين مليار دولار اميركي ودفعت اكثر من نصف شباب لبنان الى الهجرة".

واكد مظلوم "انا لست متشائما بطبعي ولم امتهن يوما "فضيلة النق"، لكن لبنان الكبير ليس كبيرا بمساحته ولا بعد سكانه ولا بقوته العسكرية انه كبير بأخلاق شعبه، كبير برسالته التي هي رسالة المحبة والالفة والعيش المشترك، رسالة التضامن والتعاضد بين كل فئات الشعب، رسالة احترام حقوق الانسان والعمل على ترقي المجتمع والانسان كل انسان وكل الانسان"، موضحا "انها دعوة ملحة الى جميع اللبنانيين كي يعملوا معا على استعادة لبنان الى جوهره ورسالته، على المصالحة ورص الصفوف وتوحيد الكلمة علهم يستقبلون الذكرى المئوية للبنان الكبير، ودولته قد اصبحت دولة حقة".