أكّد أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة ​أمين مقبول​ أنّ فكرة عقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته العادية التي قامت رئاسة المجلس بتوجيه الدعوات لعقدها في الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجاري، وتجديد شرعية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفق قوله، هي فكرة وهدف متفق عليه من جميع الأطراف الفلسطينية منذ سنوات وفي اتفاق القاهرة الذي تم بين حركتي "فتح" و"حماس".

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين، ​محمد فروانة​، عزا تعطيل انعقاد المجلس الوطني منذ سنوات، إلى قيام حركة "حماس" بتعطيل اتفاقيات المصالحة المتكررة واتفاقية الشاطئ الأخيرة التي تمّت في غزة، بما فيها تعطيل حكومة التوافق الوطني والانتخابات الرئاسية والتشريعية حسب قوله.

واعتبر مقبول أنه كان من الضروري اتخاذ خطوة خاصة فيما يتعلق بانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، وتشكيل لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، بالتزامن مع التحديات والمواجهات الكبيرة وانسداد الأفق السياسي، والتهديد اليومي والواضح من قبل "إسرائيل" بالمس بالسلطة الوطنية الفلسطينية وسيادتها، مشيراً إلى أننا "لجأنا الى ضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني باعتبار أنّ منظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، ومعترف بها دولياً، وأنّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هي حكومة دولة فلسطين في كل مكان داخل وخارج فلسطين".

وقال مقبول، إذا تعرّضت السلطة الوطنية الفلسطينية لأي اهتزازات ولأي محاولة تدمير من قبل "إسرائيل"، كما يجري حالياً، فإن لدينا "القيادة الشرعية المعترف بها دولياً وحكومة فلسطين وهي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية"، موضحاً أنّ الدافع وراء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني هو حماية الشرعية الفلسطينية ومواجهة التحديات القادمة.

حماس لا تريد إنهاء الانقسام!

وبينما اعتبرت حركة "حماس" أنّ انعقاد المجلس الوطني يمثل عملياً شطباً للاتفاقات الوطنية وتمزيق الصف الوطني، وتشكيل المنظمة وفق مقاسات الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ الشخصية والحزبية كما وصفتها، قال القيادي الفتحاوي مقبول "إنّ حماس لا تريد أصلاً إنهاء الانقسام ولديها أجندة واضحة ومعروفة بالتالي كل شروطها ومبررتها غير صحيحة" بحسب قوله.

وأوضح مقبول أنّه بعد كل هذه السنوات والمحاولات في تحقيق المصالحة الفلسطينية مع حركة "حماس"، أصبح واضحاً أن لديها مشروعها الخاص وهو مشروع ترسيخ الانفصال في قطاع غزة.

وأضاف مقبول: "حماس لها مشروعها الخاص، وهذا مدعوم من جهات عربية وإقليمية إذا فشل وأصبح هناك تغييرات من القوى التي تدعم هذا المشروع ممكن أن تتراجع حماس عن هذا المشروع ويكون تراجعها ليس مبدئياً وانما تراجع تكتيكي لضعفها وحالة الفشل التي أصاب مشروعها".

وقال مقبول، إنّ السلطة الفلسطينية وقيادتها قامت بالاتصال بجهات عديدة، وحذرتها من هذا المشروع سواء دول إقليمية أو دول كبرى وجهات أخرى، محذرة من خطورة هذا المشروع، مضيفًا: "أعتقد أنّ هناك عددًا من الدول العربية ترفض هذا المشروع وتحذر من خطورتها وفي مقدمتها مصر والأردن".

عبّاس ينوي الاستقالة

وفي خصوص الأنباء التي تتوارد عن نيّة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديم استقالته، قال مقبول إن الرئيس لن يقدم على مثل هذه الخطوة بشكل مفاجئ، ولن يستقيل إلا بعد ترتيب البيت الفلسطيني على صعيد منظمة التحرير وحركة "فتح".

وأضاف: "نحن نتمنى عليه ألا يقدم على هذه الخطوة خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني".

واعترف مقبول بنيّة الرئيس بالاستقالة من منصبه فعلياً، إذ أنّه ردد هذا الحديث في أكثر من موقع خلال السنوات الأخيرة، لكنه أشار إلى أن هناك قرارًا من المجلس الثوري لحركة "فتح" واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالإجماع، برفض الاستقالة أو عدم ترشحه لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وحول الحديث عن تولي منظمة التحرير الفلسطينية إدارة شؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد انتخاباتها الأسبوع القادم بسحب ما أثارته وسائل متعددة، أشار أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" إلى أنّ الحكومة في السلطة الوطنية الفلسطينية هي ذراع من أذرع منظمة التحرير الفلسطينية، واذا جرى شيء ما لحكومة السلطة الوطنية ستكون اللجنة التنفيذية هي حكومة فلسطين، واذا لم يجر شيء تبقى حكومة السلطة الوطنية ومشروعها حكومة الوفاق الوطني ونسعى لحكومة وحدة وطنية.