اعتبر رئيس "​الحزب الديمقراطي اللبناني​" النائب ​طلال ارسلان​ أن الحراك الذي يشهده الشارع اللبناني حاليا طبيعي ومفهوم نتيجة مطالب ووجع وآلام المواطنين في ظل تقصير الدولة بتأمين أبسط مقومات العيش الكريم من مياه وكهرباء وبنى تحتية بعد أكثر من 25 عاما على انتهاء الحرب الأهلية، منبها الى ان هناك من يسعى لاستغلال الحراك الشعبي الحاصل سياسياً، متحدّثًا عن شعارات "مدسوسة".

وأشار ارسلان في حديث لـ"النشرة" الى أن هناك "رائحة غير نظيفة بالحراك الحاصل، وكأن دولا وسفارات تسعى للعبث بالحراك مستغلة أوجاع الناس"، وقال: "لا شك اننا لا نريد أن يتحول الحراك الى ربيع عربي اختبرناه في الدول المجاورة وتبين أن رائحته طالعة".

واستهجن ارسلان تعميم الشعارات التي يرفعها الناشطون ضدّ الفساد على كل الطبقة السياسية، مشددا على ان هذه الاتهامات باطلة، وقال: "قد نختلف بالآراء السياسية لكن لا نقبل باتهامنا بالفساد بعد 25 عاما على مطالبتنا بالاصلاح"، وتساءل كيف توجه تهمة مماثلة أيضا لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

النظام السياسي ساقط

ورأى ارسلان ان المطالب الشعبية المرفوعة حاليا محقة 100%، لافتا الى ان حزبه يذهب أبعد من ذلك بالمطالب بعد اقتناعه بفشل النظام السياسي وسقوطه. وقال: "النظام الحالي يشجع على الفساد والانقسام الطائفي ويحول الطوائف الى معتقلات، وقد أثبتت التجارب القريبة كما البعيدة أنه سقط بكل المعايير".

وأكّد ارسلان أنّه يوافق شباب ​المجتمع المدني​ على العناوين التي يطرحونها الا أن الخلاف هو حول أسلوب معالجة المشكلة، معتبرا ان الحل هو بطرح موضوع النظام ككل على طاولة البحث. وسأل: "اذا بقينا في الشارع مع من نتفاوض على نظام جديد؟" وأردف: المشكلة ليست بمطلب او اثنين انما بالتركيبة ككل التي تستدعي اصلاحا جذريا يبدأ باقرار قانون جديد للانتخابات يعتمد النسبية ولا يفصّل على قياسات الطوائف والأحزاب".

"حوار طرشان"؟!

واعتبر ارسلان أنّه "واذا لم يعالج وضع النظام السياسي جذريا فهو سيبقى عاجزا عن ايجاد أي حلول، خاصة وبعدما أصبح مؤخرا وكنتيجة مباشرة عنه للنفايات طوائف ومذاهب".

وأعرب ارسلان عن أمله في أن يكون الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري منتجا بخلاف الحوارات السابقة فلا يتحول لـ"حوار طرشان"، وقال: "لا شك لدينا بنوايا رئيس المجلس الحميدة والذي بات اليوم الوحيد الذي يشكل رمز وحدة الدولة". ودعا كل الفرقاء لـ"بذل جهودهم لانجاح هذا الحوار باعتبار ان اللبنانيين وصلوا الى مرحلة من القرف غير مسبوقة بعدما بتنا ندور بحلقة مفرغة".