أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكّرة واقتسام السلطة مع معارضة "بناءة".

وعلى هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا، أشار إلى أن هناك "تفهّماً مشتركاً حول ضرورة أن تجري مكافحة الإرهاب في الدول المضطربة بموازاة العملية السياسية في سوريا"، مشيراً إلى أن موسكو تُدرك "ضرورة إجراء إصلاحات سياسية، ونجري العمل في هذا الاتجاه مع شركائنا في سوريا"، موضحاً أن "الرئيس السوري يتّفق مع هذا وصولاً إلى إجراء انتخابات مبكرة لنقل إنها برلمانية، واجراء اتصالات مع ما يسمى المعارضة الصحية واشراكهم في الحكومة".

ولفت ‘لى أن "ذلك يُعد قبل كل شيء، مسألة من مسائل التنمية السورية الداخلية، ونحن لا نفرض على السوريين شيئاً، لكننا مستعدون للمساهمة في هذا الحوار السوري الداخلي"، لكنّه أكد أن المهمة ذات الأولوية تتمثّل في توحيد الجهود من أجل محاربة التطرف والإرهاب بشتى مظاهرهما في الدول المضطربة، داعياً إلى إنشاء ائتلاف دولي للتصدّي للتطرّف.

وكشف أنه بحث مبادرته المتعلقة بتشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة الإرهاب، مع كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس التركي رجب طيب اردوغان وممثلي السعودية والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشركاء آخرين.

وتساءل: "كيف يمكننا أن نتحرّك إلى الأمام في المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش"؟"، لافتاً إلى أن "السكان يهربون من تلك المناطق، لأن الإرهابيين يقتلون الناس بالمئات وبالآلاف، ويفجرون مواقع أثرية، وينفذون عمليات إعدام حرقا وغرقا ويقطعون الرؤوس".

وعن مشاركة روسيا في محاربة تنظيم "داعش" على الأرض، أعلن بوتين أنه " من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة موسكو في عملية عسكرية محتملة ضد داعش في العراق وسوريا، مضيفاً أنه "موضوع منفصل. أما ما نراه حالياً، فهو قيام الطيران الأميركي بتوجيه ضربات معينة. لكن هذه الضربات غير فعّالة. لكن من السابق لأوانه الحديث عن استعدادنا للقيام بهذه المهمة. إننا نقدم لسوريا دعما كبيرا، بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين".

وحول أزمة اللاجئين، رأى بوتين أن اللاجئين السوريين لا يهربون من النظام السوري بل من "داعش" ، معتبراً أن أزمة الهجرة الراهنة مرتبطة بالسياسة الغربية الخاطئة في المنطقة.

واستغرب الرئيس الروسي، في هذا السياق، تغطية وسائل الإعلام الأميركية لقضية الهجرة، حيث تنتقد السلطات الأوروبية باعتبار تعاملها مع اللاجئين "قاسياً".

وأعاد بوتين إلى الأذهان أن الولايات المتحدة ترفض تحمل عبء قضية اللاجئين، مؤكداً أن انتقاداته تأتي ليس من أجل الانتقاد بحد ذاته، بل من أجل التوصّل إلى تفاهم مشترك لسبل حل القضية.

واعتبر أن اجتثاث جذور هذه القضية يتطلّب العمل على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه وتطوير الاقتصاد في الدول التي يهرب منها الناس.