لفتت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين مليسا فليمينغ الى ان "لبنان وتركيا والأردن والعراق ومصر استقبلت أربعة ملايين لاجئ، النسبة الأكبر منهم في لبنان والأردن وتركيا، وقد كان دور هذه البلدان مثاليا، إذا نظرنا إلى لبنان فقد استقبل مليونا ونصفا من اللاجئين وهو بلد تعداده السكاني يصل إلى أربعة ملايين، أي أن ما يقارب 25% من سكانه اليوم هم من السوريين، لا نرى مدينة أو قرية أو محلة في لبنان خالية من اللاجئين، وهذه الدول تتلقى دعماً قليلاً جداً من المجتمع الدولي اللازم لتتمكن من الاستمرار في استقبال ضحايا الحرب السورية اليائسين، بالطبع عدد كبير منهم اليوم سيختارون الانتقال إلى أوروبا".

واوضح فليمنغ في حديث لقناة "روسيا اليوم" أن "النظام الأوروبي غير عادل ولا فعال، بعض الدول قامت بمجهود هائل لللاجئين، وإذا نظرنا إلى المانيا والسويد نرى أن هذين البلدين استقبلا نصف طالبي اللجوء هذا العام والعام الماضي، ودول أخرى أخذت أعدادا كبيرة أيضا، كالسويد والنمسا، يعاملونهم بشكل جيد ويتابعون أمورهم كما يلزم، لكن دولا أخرى لم تفعل الكثير".

وأشارت الى ان "ألمانيا أعلنت أنها ستقبل 800 ألف طلب لجوء هذا العام، وهذا يعني إعطاء صفة اللاجئ قانونياً لهؤلاء، هناك عدد كبير من القادمين من صربيا وكوسوفو رفضت طلبات لجوئهم السياسي وعليهم العودة إلى ديارهم، على عكس السوريين الذين يتلقون درجة عالية من الحماية، وألمانيا تقول إنها جاهزة لاستقبال 800 ألف طلب لجوء هذا العام وتوفير الحماية لهم، هم بحاجة للحماية الدولية".

واكدت أننا "نرى أرقاما غير محددة من اللاجئين السوريين على الأخص يصلون إلى شواطئ أوروبا يسلك معظمهم طريق اليونان، في جزيرة لاسفوس اليونانية وحدها وصل عدد اللاجئين إلى عشرة آلاف من السوريين والأفغان والعراقيين ينتظرون تسجيلهم ومن ثم الانتقال إلى مقدونيا، 5600 لاجئ عبروا الخميس الحدود من اليونان إلى مقدونيا، ومن ثم ينتقلون إلى هنغاريا التي وصلها أكثر من ثلاثة آلاف الخميس، هذه البلدان باتت متخمة والظروف قاسية للغاية، الناس يعبرون سيراً ويستخدمون النقل العام إذا توفر، ويستخدمون عن طريق المهربين، يجوعون ويعانون ظروفاً صحية سيئة، المفوضية العليا للاجئين تحاول المساعدة بكل السبل المتوفرة لكنها رحلة صعبة ومضنية للغاية لهؤلاء الناس".