ان يسقط الأبرياء بقذائف ورصاص في أماكن متفرقة في سوريا والعراق واليمن وغزة فهو خبر اعتدنا عليه معللين الامر على انه من يوميات الحرب بعيدا عن من يقتل من وباي سلاح وتحت اي تسمية وشعار ، ان يجوع ملايين المصروعين من البحث عن لقمة في زمن الحرب في سوريا وليبيا والعراق واليمن فهو امر بحسب منظري الامم المتحدة يحتمل التنديد لا اكثر، لكن ان يركب أطفالنا الموت ويبحرون باتجاه القارة الأوروبية بحثا عن حياة، فيغمض الموج جفونه عليهم ويخرس صراخهم الرافض لكل شي فهو الامر الذي لا يمكن الا ان يوصف بانه نهاية الانسانية وأبشع صور اللامبالاة.

صورة ايلان هذا الطفل الذي حمل عزابات وطنه وهرب لان الصمود بوجه تامر العالم ضرب من ضروب الخيال والمستحيل، حمل ظلما وقهرا وتخوينا وتكفيرا وهرب يتابط يد والده عَل شواطئ أوروبا تحمل حنان اكثر من حدائق دمشق وحقول الحسكة والقامشلي. الآي سكرت من العنف والقهر والجهل والكفر . لكن هيهات ايلان مات قبل ان يشهد تغيير العالم. قبل ان يغلق اردوغان حدوده بوجه ذئاب الحقد القادمة من كل غابات الدنيا لتنهش لحم الوطن السوري، لا ان يعلن حربه على الأكراد بأطفالهم ومدنهم المنتصرة ( كوباني).

ايلان غادر قبل ان ياتي الساحر ويجتمع بافرقاء النزاع اللاإنساني في سوريا نظاما ومعارضة وطامحين لدولة الموت والإلغاء.

نعم يا ايلان غدا على طاولة البيت الأبيض حتما سيحمل اسمك الملك السعودي ليطالب بقتل كل الموجات التي دفعت بك الى المجهول . حتما سيقلب الطاولة ويقول لسيد البيت الأبيض اننا فقدنا الصبر ولم نعد نطيق الكذب، ايلان صورتك وانت تشتم عبق الحرية على شاطئ الموت هزت عروش من يصمت ويتآمر حتى على سذاجة الأطفال ( في سوريا واليمن وليبيا وغزة ...).

على شاطئ الموت كم سيغفوا أطفال سوريون ، إيلان صورتك تصدرت صفحات كبريات الصحف لكن للاسف لم تدفع قادة أوروبا الذين يتشدقون بالانسانية والتسامح ، مازالو يحاصرون أنفسهم في تصريحات جوفاء حتما لن توصلنا الى اي مكان سوى مزيد من الصبر على الموت والعار في بلادنا التي تقتلنا وتقتلع كل الخير، ايلان كيف يمكن لهذا العالم ان يصمت ؟ كيف يمكن لسوريا ان لاتخرج وتصرخ ؟ كيف يمكن للمستشارة الألمانية ان لا تطلب من اردوغان تفسيرا لكل ما جرى وما يجري ؟ كيف يمكن للقيادة الفرنسية ان لاتتحرك بعد مشهدك عند الرمال؟ لن اسأل عن الاعراب يا ايلان فقد قتلوا نبيهم وتأمروا على بعضهم البعض، فكيف يمكن ان تطلب منهم ما لا طاقة لهم على تقديمه...

ايلان عذرا لان الرحلة كانت قصيرة، لكن حتما ان موتك يؤسس لمرحلة جديدة...

مع الاعتذار لكل ايلان يسقط في جوبر وحلب وكفريا والفوعة وصعدة وصنعاء وبنغازي وغزة وتطول تطول الأسماء...

* مذيع أخبار في محطّة فرانس 24