رأى رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد أننا اليوم أمام منهجين، الأول يصنع مجتمعاً فيه رحمة الله، في مقابل منهج آخر يصنع مجتمعاً هو أشبه بالوحوش، وما حصل بالأمس القريب في ما يتعلّق بموضوع الكارثة والمصيبة والمجزرة التي حصلت في مِنَى وأودت بحياة ما يزيد عن 4000 حاج، منهم 600 إيراني، دليل كاف على وجود هذا المجتمع الذي هو أشبه بالوحوش، معتبراً أنه بغض النظر إذا كان هذا العمل متعمّداً أو غير ذلك، فإنه لا يوجد في التاريخ البشري دولة تتعاطى مع ضحايا بهذا الشكل الذي تعاطت به السعودية مع الحجاج، وهذه الطريقة إنما تدل على الحقد والاستهتار واللامبالاة والوحشية واللامسؤولية والنظرة الاستعلائية الموجودة لدى النظام السعودي.

واعتبر أمين السيد خلال الندوة الفكرية التي أقامتها جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع بلدية شقرا الجنوبية تحت عنوان "الروابط التاريخية والقواسم المشتركة بين جبل عامل والنجف الأشرف"، وذلك في المركز الثقافي للبلدة، بحضور عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي،أن الحجّة التي قدمتها السعودية بأن سبب هذه الكارثة هي أكبر من إمكانيات الدولة كلام غير صحيح، لأنه كان هناك استهتار كبير جداً على مختلف الصعد، لافتاً إلى أن المحزن والمؤسف أيضا على المستوى الثقافي هو أن هؤلاء المسؤولين هناك هم أنفسهم خدام الحرمين الشريفين كما يقال، أي أنهم يتعاطون مع الضحايا بهذا الشكل المريع باسم الإسلام، وبالتالي فإنهم يقولون للمجتمع البشري إن الإسلام يتعاطى مع البشرية وضحايا البشر بهذا الشكل، معتبراً أن هذه الصورة هي صورة بشعة ومشهد من مشاهد العار الذي رسمته هذه الدولة وهذه المملكة وهؤلاء المسؤولين في السعودية.

بدوره عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي وخلال مداخلة له قال إننا مدينون بالشكر لهؤلاء العلماء جميعاً الذين أسّسوا هذه الحواضر العلمية، والتي أنتجت علماء ومجاهدين، وحافظوا من خلالها على استمرار نهج أهل البيت (ع)، وواجهوا المدارس الفكرية المنحرفة، وشيّدوا دعائم الوحدة الإسلامية والمنهج التقريبي بين المذاهب الإسلامية.

وأضاف الشيخ بغدادي لولا تلك الجهود لما تمكّنا نحن اليوم من تحقيق كل هذه الانتصارات على الاحتلال الإسرائيلي وعلى الغزو الأميركي للمنطقة، فمداد العلماء ودماء الشهداء هو الذي صنع هذا المجد والعزة، وكما انتصرنا في تموز عام 2006 على الأميركي والإسرائيلي في الحرب التي شنت على لبنان، سننتصر عليهم وعلى حلفائهم وعلى المنهج التكفيري في سوريا والعراق واليمن، وسيكون انتصاراً واضحاً يجعل المنطقة تشهد استقراراً لعشرات السنين.

كما وتخللت الندوة كلمة ترحيبية لرئيس بلدية شقرا الأستاذ رضا عاشور.