دعا وزير العمل الاستاذ ​سجعان قزي​ مؤسسة ​الضمان الاجتماعي​ لإحياء مشروع تغطية طبابة الاسنان الذي كان أقُرَّ سنة 2001 ثم جُمِّد لأسباب ملتبِسة، ذلك أن علاج الأسنان هو ضرورة صحية وليس ترفاً إضافياً. وأكد قزي أن وزارة العمل والضمان الاجتماعي ينتظران الآن أن يقرَّ المجلس النيابي مشروع الضمان الصحي للبنانيين بعد سن التقاعد.

واشار قزي خلال تنظيم ندوة اطباء الاسنان في حزب الكتائب اللبنانية ندوة في قصر المؤتمرات في ضبية تحت عنوان "طبابة الاسنان والضمان الاجتماعي"، الى اننا "نحن بحاجة الى طب الاسنان لاننا إذا كنا بلداً منزوع السيادة، فلا نريد ان نكون شعباً منزوع الاسنان أيضاً".

وقال قزي: إن الكتائب اللبنانية هي حزب ديموقراطي اجتماعي نفهم السياسة بأنها قضايا الناس. ليست السياسة طابقاً علوياً في بناية شاهقة، والشعب منفصل في الطوابق السفلى. وليست السياسة تصاريح في الأمن والسيادة والاستقلال فقط، بل هي أساساً قضايا الناس الاجتماعية والاقتصادية من طب وضمان اجتماعي واستشفاء ووظائف وتأمين فرص عمل وثقافة. واذا لم تكن السياسة كذلك فهي لزوم ما لايلزم. اضاف: في الماضي كانت الحرية معيار حقوق الانسان في المجتمعات والدول، أما اليوم، فالمعيار أصبح الضمانات الاجتماعية والاقتصادية والصحية،.فبقدر ما لدى الشعب ضمانات اجتماعية، تكون حقوق الانسان محترمة في المجتمع. ورأى الوزير قزي ان انتماء لبنان إلى الحداثة والحضارة واحترام كرامة الانسان هو رهن قدرته على تقديم الضمانات الاجتماعية لأوسع الشرائح المهنية والشعبية.

اضاف: صحيح هناك نواقص في الضمان كما هي موجودة في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة وفي كل وزارة من وزارات الدولة ومن بينها وزارة العمل، لكن الضمان في المقابل هو مؤسسة رائدة في لبنان والشرق الاوسط. واوضح وزير العمل انه خلافا للرقم المعطى بأن المضمونين في لبنان ليسوا 17 بالمئة، بل نحو 33 بالمئة من الشعب اللبناني. وحصل تقدم كبير على صعيد تفعيل مؤسسة الضمان الاجتماعي بعد خلوة 8 و 9 آب من العام الماضي حيث صدرت سلسلة قرارات أخذ العديد منها طريقه نحو التطبيق على صعيد الطبابة والاستشفاء والصيدلة . وتكللت هذه الخلوة بإطلاق الوصفة الطبية الموحدة بين وزارة العمل والضمان الاجتماعي من جهة ووزارة الصحة ونقابات الاطباء والصيدلة من جهة ثانية.

واعرب الوزير قزي عن فخره بالانجازات التي تحققت واعدا بمواصلة العمل لاقرار تغطية طب الاسنان في الضمان الاجتماعي بأسرع وقت ممكن. ثم شكر رئيسة ندوة اطباء الاسنان في حزب الكتائب الدكتورة إميلي حايك ورفاقها الذين يأخذون المبادرات لتحسين الحياة الصحية انطلاقاً من تعزيز طبابة الاسنان والعمل على إدخال خدماتها في الضمان الاجتماعي أسوة بقطاعات الطب الأخرى.

وتحدث مدير عام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي فعرض للمراحل التي مرت بها عملية تطبيق عنايات طب الاسنان في الضمان والاسباب والعوائق التي حالت دون التطبيق حتى يومنا هذا. وأكد ان ادارة الصندوق ترى انه يمكن العمل على تطبيق عنايات طب الاسنان بعد اجراء التحضيرات اللازمة بشكل تدريجي بحيث تشمل في الوقت الحاضر صور شعاعية ، خلع سن او ضرس، ترصرص ووجبة كاملة او جزئية وبعد تأمين الموارد البشرية والمالية اللازمة.

والقت رئيسة ندوة اطباء الاسنان في حزب الكتائب اللبنانية الدكتورة اميلي الحايك مداخلة اكدت فيها على الضرورة الصحية للفم والاسنان التي هي حق انساني حقيقي، داعية لوضع خطة صحية تتضمن صحة الفم والاسنان.

اما عميدة كلية طب الاسنان في جامعة القديس يوسف البروفيسور ندى بو عبود نعمان فتطرقت الى موضوع الصحة وامراض الفم، متناولة اسباب التهابات اللثة والامراض السرطانية في الفم التي تعتبر نسبة الوفايات فيها اعلى من سرطان الدم والثدي ، مشددة على اهمية الزيارات الدورية السنوية لاطباء الاسنان والوقاية.

وتحدث المفوض الحكومي في مجلس الجامعة اللبنانية البروفيسور جاسم عجاقة باسهاب عن طب الاسنان والنظرة الاقتصادية لدعم طب الاسنان في تغطية الضمان الاجتماعي. في حين دعا نقيب اطباء الاسنان في لبنان البروفيسور ايلي عازار معلوف الى وضع خارطة طريق للوصول الى مجتمع لا يعاني فيه الاطفال من تسوس الاسنان، واوضح ان امراض اللثة من الممكن ان تسبب امراض القلب، مشددا على ضرورة القيام بحملات اعلامية لتحفيز المواطنين على زيارة عيادات اطباء الاسنان بشكل دوري اقله مرتين في السنة.