اعربت أوساط وزارية قريبة من رئاسة الحكومة لصحيفة "الراي" الكويتية عن تشاؤم لافت حيال مجمل المشهد الداخلي، وما يمكن ان يحصل من تطورات في الأيام القليلة المقبلة.

واكدت الأوساط ان "كل المحاولات التي بُذلت من اجل التوصل الى تسوية في شأن ترقيات ثلاثة عمداء عسكريين في الجيش اللبناني من بينهم قائد فوج المغاويير العميد شامل روكز باءت بالإخفاق وتضاءلت فرص تعويم هذه التسوية الى أدنى منسوب، الأمر الذي سيلعب دوراً سلبياً كبيراً في توجيه سلوك رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تجاه الحوار ومحاولات تفعيل عمل الحكومة في الأيام المقبلة"، مشيرة الى انه "اذا كان وزراء الرئيس السابق ميشال سليمان وحزب "الكتائب" هم الذين أحبطوا مباشرة مشروع تسوية الترقيات عبر رفضه، فإن عون وُضع أمام معادلة وهي العودة الى اعتماد القرارات الحكومية بالأكثرية الدستورية، اي تبعاً لطبيعة البنود التي تُطرح على مجلس الوزراء، بحيث لا تبقى هذه القرارات مكبّلة بالإجماع او تحت رحمة مكوّن او مكوّنين في الحكومة".

ورأت الاوساط انه "في حال مقاطعة عون جلسات الحوار المحددة الثلاثاء والاربعاء والخميس، فان الأمر سيكتسب دلالات شديدة السلبية، لانه سيؤدي اولاً الى إجهاض كل عملية الحوار مما يضعه امام مواجهة حتمية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصاً ان الاحتدام بينهما عاد ليتصاعد اخيراً في ظل الحملات التي تبادلها عون مع وزير المال علي حسن خليل قبل أيام"، معتبرة ان "توجيه ضربة قاسية الى الحوار سيشكل مؤشراً الى صحة مخاوف بدأت تساور كثيرين من تَسلُّل رهانات وحسابات سياسية جديدة لدى فريق التحالف بين عون و"حزب الله" على التدخل الروسي في سوريا لتصعيد الضغط على الحكومة والخصوم السياسيين بما قد يعمّم حالة الشلل الحكومي تماماً".

واوضحت الاوساط ان "رئيس الحكومة تمام سلام الذي عاد من قبل أيام مثقلاً بانطباعات سلبية عن انعكاسات العراضات العسكرية المتصاعدة في سوريا في ظل التدخل الروسي، صارح كل مَن تشاور معهم بأن الوضع لم يعد يحتمل المضي في ترك الوضع الحكومي عالقاً على دوامة التعطيل، وهو يدفع بقوة مع بري نحو تفاهم الحد الأدنى لإعادة تفعيل الحكومة انطلاقاً من فرصة الحوار الجاري، أقلّه لمعالجة المشاكل والأزمات التي تعني المواطنين، بدءاً بوضع خطة معالجة أزمة النفايات على طريق التنفيذ"، مضيفة ان "المناخ السياسي الداخلي يبدو عشية استنئاف الحوار غداً في مجلس النواب شديد التوتر وان عون يحتفظ بورقة المقاطعة في اللحظة الاخيرة فيما هو يعدّ لاعتصام كبير دعا اليه أنصاره في 11 تشرين الاول الجاري على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، لإحياء ذكرى عملية 13 تشرين الاول 1990 التي تتزامن مع اقتراب موعد إحالة روكز على التقاعد في 15 الجاري، الأمر الذي سيضاعف حدة خطاب عون التصعيدي ما لم يتم التوصل الى تسوية للترقيات في اللحظة الحاسمة قبل هذا الموعد".

وتخوفت الأوساط من ان "يؤدي فشل الفرصة الأخيرة التي يقدمها الحوار في أيامه الثلاثة المحددة هذا الاسبوع، الى تَفاقُم واسع في الأجواء الداخلية قد تحاصر الحكومة بشلل مطبق لان عدم بت الاتفاق على آلية عمل مجلس الوزراء، سيعني حتماً تَحوُّل الحكومة الى واقع تصريف أعمال مقنّع، كما ان موجات الحراك الشعبي المدني ستعود الى وتيرة ضغط أوسع من السابق، علماً ان الحراك المدني دعا الى تنظيم اعتصام حاشد مساء الخميس المقبل في وسط بيروت".