رأى النائب ​مروان حمادة​ أن "تدخل ​روسيا​ بسوريا خطف الأضواء، ولكنه جاء معطوفاً على سلسلة احداث وتدخلات واجتياحات كانت إيرانية وعراقية وحزبية لبنانية في الشأن السوري"، معتبرا أن "هذا الدخول الروسي على الساحة السورية يرجع إلى عدّة عوامل، أوّلاً: انهيار المنظومة العسكرية للرئيس السوري بشار الأسد وللداعمين له وتعثر "حزب الله" والحرس الثوري امام الفصائل المختلفة للثورة السورية. ثانياً: المصالح الاستراتيجية التي غلبت في موسكو على كل الاعتبارات الأخرى وحتى على اعتبار صورة روسيا كصديقة للشعوب أو حامية لها. وثالثاً: العصبية القومية والدينية لروسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، حيث لم يكن بيان الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو موفقاً أبداً هذه المرة في الشأن السوري".

وشدد حمادة في حديث صحفية على أن "الشعبين اللبناني والسوري، لن ينسيا ان "حزب الله" أعاد إطلاق الاحتلالات على مشرقنا العربي، ويساهم الآن في القضاء على استقلال هذه المنطقة وانتمائها العربي الاصيل وكرامة شعوبها"، مشيرا الى أن "الافساح في المجال امام تدخل روسي بعد الإيراني، بعد العراقي، بعد الأفغاني في سوريا لن يغيّر مشهد المهزوم لحزب الله، وهو مهزوم معنوياً قبل ان يكون مهزوماً عسكرياً في سوريا. معنوياً لأنه يساهم في قتل شعب عربي تواق إلى الحرية، استقبل حزب الله وبيئة حزب الله ابان حرب العام 2006، ولم يكن يتوقع ان يُعامل من قبل هؤلاء، لا بهذا العنف ولا بهذا الحقد ولا بهذه الكراهية".

وأكد أن "حزب الله أوّل حزب إرهابي في الشرق الأوسط، كان ولا يزال، وهو الذي ولّد الإرهاب المضاد"، موضحا "اننا لم نكن نسميه ارهابياً عندما كان يتنطح لإسرائيل ويستهدفها، اما عندما بدأ يقتل أطفال ونساء وشيوخ سوريا، فهو أب وأم الإرهاب".

واعتبر حمادة أن "الحجة بمقارعة الإرهاب جاءت متأخرة جداً، فـ"داعش" نتاج حديث لعوامل، لم يكن لا بشار الأسد ولا المالكي بريئين من انتاجه، فالثمن سيكون باهظاً على الجميع"، معربا عن أسفه لأن "التدخل الروسي لن يقصر عمر الأزمة السورية بل سيطيلها وسيزيد من المآسي، وسيضع لبنان في خطر أكبر نتيجة الانقسام الداخلي والتوغل السياسي والعسكري للحزب في أزمة لا قعر لها، أي لا نهاية لها".

ولفت الى أن "حزب الله في سوريا كان مهزوماً وسيبقى كذلك، وفي لبنان، سيبقى ملجوماً وهو ملجوم من قبل معظم اللبنانيين، لم يستطع ان يستمر بحكومة يسيطر عليها، ولم يستطع ان يسيطر على الحكومة الحالية، ولم يستطع ان يفرض رئيساً للجمهورية، ولا ان يضرب هيكلية الجيش بمناوراته وتحريضه لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون"، مشيرا الى أن "هناك مناعة لبنانية تشكّلت ربما ليست مقاومة لتدخله في سوريا، أي ان ما من أحد أخذ السلاح وواجهه في سوريا، ولكن تدخله في سوريا فتح أعين اللبنانيين على ما سينتظرهم إذا استمر حزب الله ببسط سيطرته على لبنان".

وأعرب حمادة عن رفضه الشديد لـ"التسوية المطروحة بالنسبة إلى الجيش. من الممكن ان تقوم تسوية على أي شيء وسبق ان تمت تسويات كثيرة في الاقتصاد والسياسة، وأكثر من تسويات، ربما صفقات في هذا المجال، ولكن لا تمزحوا مع قضية الجيش"، موضحا أن "التعيينات قد تطال اشخاصاً محترمين، ولكن الموضوع ليس قضية احترام ومناقبية، إنما الموضوع استراتيجي، هل نسلم الجيش اللبناني بالواسطة إلى حليف حزب الله، أي حليف إيران ونظام الأسد، جوابي قطعاً لا".

من جهة أخرى، أكد حمادة أن "جميع اصدقاء رئيس الحكومة ​تمام سلام​ وحلفائه يدعمونه، ولكن المطلوب ألا ينسى من أين بدأ مشواره من بيت الوسط تحت تصفيق 14 آذار"، مشددا على أن "الحكومة لا يمكن لها ان تستقيل، ولولا جهد وزير الزراعة اكرم شهيب الذي يصطدم بهذه العبثية الحقيقية من جزء من الحراك والبطء في اتخاذ القرارات وإعطاء التغطية من قبل القوى السياسية، لكانت الآفاق كلها مغلقة، لكننا بحاجة إلى قرارات وحزم، يجب ألا يقلب تمام بك الطاولة، إنما الذهاب إلى هذا المكان او هذا المكان لرفع النفايات وتأمين المعالجة الصحية والمطامر الصحية، وتعطى الأوامر لكل أجهزة الدولة بما فيها الأمنية والعسكرية لفرض هذا الحل".