أشارت مصادر "الديار" إلى ان "هناك حقيقة ينبغي على جميع اللبنانيين إدراكها هي أنّ الملف اللبناني ليس في سلّم أولويات الدول الكبرى، وكلّ ما تشهده المنطقة من أحداثٍ ساخنة وحامية على أكثر من صعيد يتفوّق بأشواط على الأزمات اللبنانية على أهميتها، وكلّ ما يؤرق الدول الكبرى في هذه المرحلة لا يعدو ضمان الاستقرار في لبنان منعًا لتحوّله لنقطة ملتهبة أخرى في الإقليم، وهذا بالتحديد ما سمعه المسؤولون اللبنانيين من كلّ "أصدقاء لبنان" القريبين والبعيدين، ولعلّ أجواء زيارة رئيس الحكومة تمام سلام إلى نيويورك واللقاءات التي عقدها خير دليلٍ على ذلك".

ولفتت المصادر إلى أنّه "إذا كان هناك من دورٍ للمتغيّرات الإقليمية الحاصلة، فهو ربما إرسال إشارات إلى الأفرقاء اللبنانيين عن المنحى الذي تتّجه صوبه المنطقة بأسرها، وبالتالي فإنّها يفترض أن تحفّز اللبنانيين للجلوس على الطاولة والتفاهم على حلّ أزماتهم، مع أخذ هذه المتغيّرات بعين الاعتبار، أو تمرير المرحلة في الحدّ الأدنى بانتظار أن يفرض الخارج الحلّ بعد فترة، وينعى معه شعارات السيادة والاستقلال في بلدٍ لم يعرف كيف يقتنص الفرصة التاريخية التي وُفّرت له أقلّه لانتخاب رئيسٍ صُنِع في لبنان".

وأوضحت أنّ "رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون مرتاحٌ لمتغيّرات الإقليم، ويعتقد أنّها تصبّ لصالحه ولصالح المحور الذي ينتمي إليه بالدرجة الأولى، وبالتالي فإنّه يستغرب الدعوات التي تُوجَّه إليه لسحب ترشيحه والتوافق على مرشحٍ رمادي وسطي بلا طعم ولا لون، وهو ما لم يقبله الجنرال في أكثر الأوقات حساسية، وما لا يمكن أن يقبله اليوم بطبيعة الحال، وهو يشعر بأنّه بات أقرب من أيّ وقتٍ مضى إلى قصر بعبدا، الذي لطالما طمح إلى التربّع على كرسيّه".