لفت راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران ​جورج بو جوده​ الى ان "المسيحيين، على الرغم من كل ما عانوه من إضطهادات وملاحقات وعذابات بقوا صامدين في إيمانهم ثابتين فيه. وبدلا من أن تنهار الكنيسة وتتزعزع بسبب الإضطهادات، كانت تقوى وتترسخ، على العكس، إلى درجة قال عنها أحد آباء الكنيسة: إن دم الشهداء هو زرع لمسيحيين جدد".

وخلال ترؤسه قداسا احتفاليا في بلدة بسلوقيت في قضاء زغرتا لمناسبة عيد القديسين سركيس وباخوس، لفت الى انه من "المعروف أن القرون المسيحية الاولى كانت، كما قال عنها المؤرخ الفرنسي المعروف دانيال روبس، عصر الشهداء والرسل".

وأشار الى ان "تاريخ الكنيسة مجبول بدماء ودموع وآلام القديسين، وهم الذين في نهاية الأمر سوف يخلصون العالم، لا العلماء والمفكرون والفلاسفة على ما يقول السعيد الذكر البابا بولس السادس. ولذا فعلينا، ونحن نحتفل بعيد القديسين أن نأخذ من حياتهم مثلا لنا وأن نحاول الإقتداء بهم كي نستطيع أن نصل الى حياة السعادة الحقيقية التي نسعى اليها".

وأفاد ان "تاريخ الكنيسة، منذ أن وجدت ولغاية اليوم هو تاريخ شهادة وإستشهاد. إنها إقتداء بحياة السيد المسيح الشهيد الاول الذي قال لنا ليس التلميذ أفضل من معلمه، فإن اضطهدوني فسوف يضطهدونكم. والمعروف أن المسيحيين، منذ العصور الاولى، وهم الذين أرادهم المسيح أن يكونوا له شهودا حتى أقاصي الارض، قد تحولوا غالبا الى شهداء، وفضلوا القبول بسفك دمهم في سبيل المسيح، على أن ينكروه ويبتعدوا عنه. ومن بين الذين قبلوا هذا الإستشهاد في سبيله القديسان سركيس وباخوس اللذان، على الرغم من المراكز المرموقة التي كانا يحتلانها في الجيش، وعندما خيروا بين المحافظة على هذه المراكز والموت إن لم ينكروا المسيح، فضلا الموت على النكران".

ودعا الى "رفع الصلاة اليوم اذن الى الرب، طالبين منه بشفاعة القديسين سركيس وباخوس، نعمة الثبات والشجاعة والجرأة في تحمل مسؤوليات إيماننا، لنجعل من حياتنا شهادة دائمة له، ونكون له رسلا في هذه البلاد وهذه المنطقة من العالم، فنحول بلادنا حقيقة الى ما قاله عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، ليس مجرد وطن بل رسالة الى الشرق والغرب".