حدّد دبلوماسي روسي في بيروت في حديث الى "الاخبار" ملامح الدور الجديد لبلاده بشقيه العسكري والسياسي في طريق الوصول الى ما تقول به موسكو، وهو تسوية النزاع في سوريا. وابرز الدبلوماسي الروسي امام محاوريه في لقاء خاص في منزل مسؤول لبناني سابق، عددًا من النقاط منها ان روسيا تدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد والتغيير في سوريا في آن، وتصر على ان يترك الاسد السلطة عندما يطلب منه السوريون ذلك، لا عندما تطلب الولايات المتحدة او الدولتان العجوزان فرنسا وبريطانيا. ما تقوله موسكو انها مستعدة للبحث في الحل السياسي، لا في تغيير الاشخاص الذين يُبت مصير بقائهم او رحيلهم في ضوء ما يريده السوريون، عملا بآلية سياسية تقودهم الى نظامهم الجديد.

ولفت الى ان روسيا في سوريا لأن تركيا وقطر والسعودية واوروبا الغربية فيها تقاتل الاسد وتريد اسقاط نظامه. يقول الدبلوماسي الروسي ان ثلاثة انظمة عربية تهاوت هي الرؤساء حسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح، وكانوا اقرب الى واشنطن منهم الى موسكو، الا انهم انهاروا لأن الاميركيين قالوا ان عليهم ان يرحلوا. اسلوب كهذا لا تقر به موسكو، اذ يصفه الدبلوماسي بأنه اشبه بـ"كاوبوي". وبالتأكيد أتت القوات الروسية الى سوريا لدعم نظام الاسد، ولم تتردد في تسليم الجيش السوري سلاحاً متطوراً وذكياً يتدرب عليه في الوقت الحاضر، توطئة لاستخدامه في المعارك الضارية التي ستؤدي، في اعتقاد المتحدث الروسي، الى تغيير مجرى الحرب.

وذكر ان سلاح الجو الروسي لم يكن يعتزم ضرب تنظيم "داعش" خارج "سوريا المفيدة" الواقعة غرب خط حلب ــــ درعا، الا انه فعل بعد تصاعد حملة الاعلام الغربي وغارات التحالف على شرق البلاد، فقصف في الرقة. في غرب خط حلب ـــ درعا يقيم في "سوريا المفيدة" 75% من السكان، و85% من الناتج القومي، في حين تقيم الصحراء في شرق هذا الخط. تالياً، فإن ما تعنيه المحافظة على نظام الاسد حماية المناطق الواقعة في هذا الخط في الوسط، امتداداً الى الجنوب والساحل غرباً. على ان الغارات المتتالية، تبعا لما يتوقعه الدبلوماسي الروسي، تمهد بعد انهاك معارضي الاسد، الى اي فريق انتموا، لتقدّم الجيش برا مستعينا بمقاتلين ايرانيين وحزب الله للسيطرة عليها تماما.

اضاف: "ما تبدو موسكو مستعدة للقيام به في الوقت الحاضر، بالتزامن مع العمليات العسكرية، التعاون مع واشنطن والغرب لمساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي، وستكون هي الطرف الآخر المعني بارساء التسوية، بعدما اخلت المواقف الاخيرة لمرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي ساحة التفاوض لموسكو على اثر اعلانه ان طهران لن تفاوض واشنطن حول سوريا". واوضح انه ليس الروس هم المتضررين من اللجوء والنزوح السوري الكثيف الى القارة الاوروبية، بل دولها التي تشكو من عبئهم وتعجز عن استيعاب اعدادهم. تاليا تعتقد موسكو، في رأي الدبلوماسي، ان الغرب هو الاكثر اهتماما بتسوية النزاع سياسيا لوقف الحرب ومن ثم موجات التدفق المشروع وغير المشروع على اراضيه. الا ان تسوية كهذه يقتضي ان تأخذ في الاعتبار جلوس الاسد الى الطاولة، لا عليها.