في أقل من نصف ساعة، عمّم بشكل سريع ومكثّف، على مجموعات الرسائل الهاتفية في صيدا، بيان أول عن «انشقاق» مجموعة عن «​تيار الفجر​»، قبل أن يعمّم بيان ثان صادر عن مسؤول الجماعة المفترضة ينفي الانشقاق جملة وتفصيلاً.

البيان الأول حمل عنوان «تأسيس أحرار الفجر»، جاء فيه: «تبياناً وتنفيذاً لأمر الله، فقد وفّقنا بعد جهدٍ كبير وصبرٍ عظيم الى تأسيس كتائب (أحرار الفجر) وهو عبارة عن مجموعة من الإخوة الصادقين الذين لهم تاريخ في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة صيدا، والذين انشقوا لاحقاً عن تيار الفجر بقيادة عبدالله الترياقي، بعد تخلي الأخير عن المهمة الرئيسية، وهي مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وتفرّده بجمع المال وتوريثه السلطة لأبنائه. من هنا، قمنا بتأسيس هذه الكتائب بتنسيق مع الإخوة في قيادة حزب الله وهدفنا حماية ظهر المقاومة في الداخل اللبناني ونخص مدينة صيدا، من الاحتلال الاسرائيلي وعملائه الداخليين من التكفيريين وممن تسوّل نفسه لمواجهة خط المقاومة الإسلامية في لبنان. ونخص شكرنا إلى الإخوة في المقاومة الإسلامية (حزب الله) الذين وقفوا معنا في تأسيس هذه الكتائب (أحرار الفجر) بقيادة المسؤول العام عن كتائب أحرار الفجر الحاج جمال السن، أحد المنشقين سابقاً عن الجماعة الاسلامية ولاحقاً عن تيار الفجر». بعد وقت قصير، سارع السن نفسه إلى إصدار بيان استنكر فيه ما ورد في بيان «تأسيس أحرار الفجر». ووجد في ما ورد فيه «فتنة وافتراءً علينا وليس له أساس، ونحن لا نسامح من افترى علينا بمثل هذا البيان، وليس من أخلاقنا وصفاتنا أن نعلن بمثل هذا».

مصادر قريبة من حزب الله نفت أيضاً حصول حركة انشقاق عن التيار وتأسيس أحرار الفجر، لا سيما مساهمة الحزب فيه ودعمه له.

ورغم أن التيار لم يخرق، لكن الخلافات الداخلية خرقت انسجامه في الآونة الأخيرة. تدهور الحالة الصحية لأمينه العام الترياقي أنتجت مشكلات عدة، أبرزها توجهه لتوريث نجله لمنصبه، الأمر الذي أثار اعتراض قياديين في التيار. حزب الله ومرجعيات أخرى دخلوا على خط المصالحة في حزيران الماضي، ونجحوا بشكل مؤقت. لكن النار ظلت تحت الرماد. إلى جانب الاعتراضات على توريث الترياقي الابن، ينتقد القياديون أداء ابنته المسؤولة عن مالية التيار.

أول من أمس، اجتمع المختلفون في محاولة جديدة للمّ الصفوف. جلس آل الترياقي ومروان كالو من جهة والسن وأبو صهيب جرادي من جهة أخرى، لكن النقاش سرعان ما تطور إلى خلاف كبير. مصادر متابعة أشارت إلى أن «جهات ما صيداوية علمت بأمر الخلاف، فسارعت إلى استغلاله لزيادة الشقاق وفبركة بيان الانشقاق وزجّ الحزب فيه لاستثارة نقمة صيداوية ضده»، خصوصاً أن سرايا المقاومة لا تزال مثار جدل في بوابة الجنوب. ولفتت المصادر إلى أن البيان كان ينتشر على مواقع ومجموعات قريبة من جهات إسلامية تخاصم الحزب.