الى حين نضوج الحل الذي كان يُعمَل عليه بين محافظ بعلبك ​بشير خضر​ وفعاليات ​بلدة القاع​ لنقل اللاجئين السوريين الذين يتراوح عددهم بين 25000 و30000 من ​مشاريع القاع​ الى مخيم حُكي منذ مدة أنه قد يكون في أرض تقع على الحدود الفاصلة بين القاع ومدينة الهرمل، لم يلغ فوج المجوقل في الجيش ال​لبنان​ي نازحي المشاريع عن لائحة مداهماته التي يجريها بشكل دوري في منطقة عرسال والقرى المجاورة لها. مداهمات تكشف في كل مرة للفوج أسراراً وكنوزاً أمنيّة، وتؤكد بما لا يقبل الشك أن أزمة اللاجئين في منطقة المشاريع الشاسعة وذات الحدود غير المضبوطة، يجب أن تحل في أسرع وقت ممكن نظرا لما تحويه هذه المساحة الجغرافية من مطلوبين بتهم إرهابية يتخفون داخل الخيم بصفة نازح، ونظراً للفلتان القائم فيها بسبب الكثير من الطرقات الجردية غير الشرعية والممرات الحدودية التي تعتبر عملية ضبطها وإقفالها من المهمات غير السهلة أبداً.

في جديد هذه المداهمات، تكشف المصادر المواكبة عن عملية دهم نفذها عناصر المجوقل في مشاريع القاع فجر اليوم، وفي محصلتها 111 موقوفاً سورياً لعدم حيازتهم الأوراق الثبوتية المطلوبة من ​الأمن العام​ اللبناني. مطلوبون كشفت التحقيقات التي أجريت معهم أن 82 سورياً منهم، مطلوبون بمذكرات توقيف ووثائق إتصال صادرة بحقهم عن السلطات والأجهزة اللبنانية بتهم أمنية وإرهابية. "خلال عملية الدهم هذه"، تروي المصادر المواكبة، "أنّ أحد الموقوفين حاول الفرار عبر طريق جردية وعرة، مطلقاً النار من سلاحه الحربي في إتجاه الدورية المداهمة، الأمر الذي فرض على "نسور" المجوقل رداً عليه بالنار، ما أدى الى إصابته في كتفه وتوقيفه، ليتبين أيضاً أنه من المطلوبين".

هذه العملية ليست الأولى من نوعها، تقول المصادر المواكبة، ولن تكون الأخيرة، فمنذ أسابيع قليلة نفذ الفوج عملية مماثلة في منطقة المشاريع، وكانت محصلتها 220 موقوفاً من النازحين السوريين، بينهم عدد كبير من المطلوبين. نعم، العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لأن المنطقة يجب أن تخضع دائماً للمراقبة المشددة، الى حين التوصل الى حل لمسألة النازحين فيها، لأن الخطر الذي يشكله هؤلاء هو على أبناء القاع أولاً وثانياً على سكان القرى المجاورة، خصوصاً أن القاع التي يصل عدد أهلها الى عتبة الـ15000، لا يقطنها في الشتاء أكثر من 2000 نسمة فقط، وبالتالي كيف يمكن أن تتحمل خاصرتها 30000 نسمة في منطقة تشهد فلتاناً غير مسبوق، وبعدد كبير من المقاتلين والمطلوبين يتغلل بين النازحين وهو على علاقة وتنسيق مباشر مع التنظيمات الإرهابي ؟

اذاً قصة فوج المجوقل مع مشاريع القاع لن تنتهي، إلا بإنتهاء أزمة "النازحين"-المطلوبين فيها. أزمة يجب أن تضعها الدولة اللبنانية والوزارات المعنية على رأس سلم أولوياتها، كل ذلك إذا كتب للبنانيين أن يبقى لهم مؤسسات تدير شؤونهم!