فلسطين تواجه الإحتلال متّحدة من القدس إلى غزة

تواجه فلسطين متحدة قوات الاحتلال الإسرائيلي في أعنف اشتباكات تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ انطلاق الهجمة الصهيونية الشرسة.

واتسعت دائرة المواجهات لتصل إلى قطاع غزة، بعدما كانت قد وقعت في القدس والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948.

فقد صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من همجيتها بارتكاب مجزرة جديدة في المواجهات التي تصدى فيها شباب فلسطينيون إلى جنود الاحتلال في شرق مدينتي غزة وخان يونس ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وجرح 80 ليرتفع عدد الشهداء منذ اندلاع المواجهات ضد الاحتلال إلى 14 شهيداً وأكثر من 1000 جريح.

وتكمن أهمية المواجهات أنها شملت قطاع غزة، وتحديداً شرق جباليا عند معبر بيت ياحون «إيريز» وشرق خان يونس، في وقت كانت تستمر في القدس والضفة الغربية وأراضي العام 1948 وبارتفاع، موقعة المزيد من الشهداء والجرحى، في ظل إطلاق الاحتلال الرصاص الحي وتعمد القنص المباشر بالرأس والرقبة والصدر، فضلاً عن اطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع.

وشهدت مدينة القدس والقرى المجاورة مواجهات ضد جنود الاحتلال نصرة للمسجد الأقصى وتنديداً باعتداءات المستوطنين.

ورداً على الهمجية الصهيونية، دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى اعتبار الثلاثاء المقبل يوم غضب شعبي عارم في وجه الاحتلال ومستوطنيه، وانطلاق مسيرات لإيصال رسالة شعب فلسطين للاحتلال بأنه ماضٍ على طريق الشهداء حتى الحرية.

وكشف الطب العدلي الفلسطيني بعد الانتهاء من الكشف الظاهري على جثمان الشهيد مهند الحلبي (19 عاماً، منفذ عملية الطعن وإطلاق النار في القدس) أنه أعدم بدم بارد ومن مسافة قريبة جداً، حيث تبين أن أكثر من 15 رصاصة أطلقت من أسلحة مختلفة اخترقت رأسه وعنقه وصدره وأنحاء أخرى من جسده.

وشارك الآلاف في تشييع جثمان الشهيد الحلبي في رام الله، الذي يعتبر من أضخم مواكب التشييع التي تشهدها المدينة منذ سنوات.

ولفت جثة الشاب برايتي حركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس»، فيما لف رأسه بالكوفية الفلسطينية.

وسلمت سلطات الاحتلال مساء أمس جثماني الشهيدين محمّد الجعبري وأمجد الجندي إلى الجانب الفلسطيني عن طريق معبر ترقوميا، حيث نقل جثمان الجعبري إلى «المستشفى الأهلي» في مدينة الخليل، ليوارى الثرى اليوم (السبت) وجثمان الجندي إلى «مستشفى يطا الحكومي» - جنوب الخليل، ليوارى الثرى أيضاً ظهر اليوم.

وأشعل الشبان الغاضبون اطارات السيّارات ورشقوا سيّارات الاحتلال المصفحة بالحجارة.

وأقدم يهودي على طعن فلسطيني واثنين من العرب في ديمونا، وهو الحادث الأوّل بالسكين الذي يقدم عليه يهودي ضد فلسطينيين منذ اندلاع المواجهات.

ودان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «بشدة الاعتداء على عرب أبرياء»، مؤكداً أن «إسرائيل دولة قانون ونظام».

واتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» الدكتور صائب عريقات الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بارتكاب «مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني»، مطالباً «مجلس الأمن» بإنشاء «نظام حماية دولية خاص بالشعب الفلسطيني».

وأضاف: «واضح أن المؤتمر الصحافي لنتنياهو (الخميس) كان بمثابة دعوة لجيشه ومستوطنيه إلى مزيد من التصعيد والقتل والجرائم بحق شعبنا».

وطالب عريقات «مجلس الأمن الدولي بسرعة البحث الجدي في إنشاء نظام حماية دولية خاص بالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على غرار 19 نظاماً خاصاً أنشأها المجلس في آخر عشرين سنة».

وأكد أن «إسرائيل تشن حرباً شاملة ضد الشعب الفلسطيني بمختلف أنواع الأسلحة وبحملة منظمة ومنسقة بين الجيش والأمن والمستوطنين ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».

وختم عريقات: «إنها حرب شاملة لتكريس الاحتلال والاستيطان، وإسرائيل كطرف سامي متعاقد في اتفاقية جنيف فشلت في حماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وواضح أن مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين مستمرة».