90 موقوفاً ضاقت بهم نظارة المحكمة العسكرية الدائمة في انتظار جلسات محاكمتهم بينهم خالد مصطفى محمد المعروف «بخالد حبلص» وابراهيم بركات لكن تغييب عدد من المحامين عن هذه الجلسة التي بلغ عدد المتهمين فيها 40 متهماً ادى الى ارجاء الجلسة الى 12/1/2016 الذي يصادف يوم ثلاثاء وهو عادة غير مخصص للجلسات ولكن ضخامة عدد الموقوفين والتهم المنسوبة اليهم وتمني عدد من المحامين على رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم بينهم المحامي فواز زكريا الذي طلب تجزئة الملف كونه يضم واقعتين احداهما تتعلق باحداث طرابلس والاخرى باحداث بحنين الامر الذي يشكل استحالة استجواب هذا العدد من المتهمين والمرافعة خلال مواعيد الجلسات التي هي عادة تجري الاثنين والاربعاء والجمعة.

ـ عودة الابن الضال ـ

يوسف محمود الحلاق كان ضحية تجار الدين هذا ما قاله وكيله المحامي محمد حسنة الذي اعتذر بداية عن هذا التعبير لكنه عاد ليصف رجال الدين بالتجار كون موكله الذي قصد سوريا للانضمام الى «داعش» كان قاصراً وتم تخدير عقله من قبل خطباء المساجد.

يوسف لم ينكر خلال الاستجواب انه قصد سوريا للانضمام الى «داعش» وهو اكد ان قراره هذا اتى اثر مشاركته في صلاة الجمعة في مسجد التقوى القريب من متجر والده حيث كان الشيخ سالم الرافعي يؤكد في خطبه ان الطائفة مظلومة وهناك حرب على المسلمين السنة ويجب الجهاد، وهو قرر الالتحاق بـ«داعش» بعد مرور شهرين على سماعه هذه الخطب وبعد ان قام احمد الدهيبي بعرض افلام تظهر القصف الصاروخي على القرى في سوريا. وهو قصد مسجد التقوى برفقة جهاد واحمد ومصطفى الدهيبي حيث حصل على ورقة من الشيخ اسامة عنتر الذي لا يعرفه شخصياً وغادر الى تركيا عبر مرفأ طرابلس دون معرفة اهله وهناك اتصل بأحد الاشخاص الذين حصل على رقمهم قبل مغادرته لبنان على ان يؤكد له انه من قبل «ابو فضل الشامي» ومكث في احد الفنادق لليوم الثاني، وانتقل بصحبة احد الاشخاص عند الساعة الثامنة الى مكان يعرف بالمضافة التي كان بداخلها حوالى 25 شخصاً من جنسيات اوروبية، وعند المساء انتقل الى مكان آخر يحث تم سؤاله عن حياته الشخصية من قبل شخص سعودي، وعلى اثرها نقل الى حمص «حقل الشاعر» حيث مقر الكتيبة الثانية لـ«داعش» التي هي بقيادة «ابو قطيش الشامي» وثم الى الرقة «ولاية البركة» ومنها تم اصطحابهم الى العراق للحراسة في بيَجه حيث توجد هناك مصفاة ضخمة لكنهم تعرضوا للقصف وقتل العديد منهم.

ولفت يوسف الى ان عناصر «داعش» السوريين كانوا يعاملون اللبنانيين معاملة سيئة، وهو قرر العودة الى لبنان.

وبسؤال النائب العام المفوض القاضي كمال نصار ان عاد والتقى الشيخ سالم الرافعي، ماذا سيقول له عندها رفض رئيس المحكمة طرح السؤال الا ان القاضي نصار اصر طالباً تدوينه على المحضر.

وقد قرر رئيس المحكمة طرح السؤال بطريقة اخرى وهي ان كان المتهم يعتبر ان رجال الدين يتحملون مسؤولية قراره الالتحاق بـ«داعش» اجاب بنعم وهو اجاب بعد سؤاله عما سيقوم به ان خرج من السجن أكد انه سيعود للعمل وسيصلي في المنزل وهو لم يعد مقتنعاً بسبب مشاهداته لما يجري من قتل بين «الجيش الحر» و«النصرة» و«داعش» على الرغم من انه لم يرَ تلك العمليات لكنه سمع ان من يدخن تقطع اصابعه وامور اخرى.

وقد ترافع وكيله المحامي حسنة الذي اكد ان موكله كان يحضر الخطب وكان حينها قاصراً وعندما لقن كان قاصراً وعندما خدر كان قاصرا وما اسهل تخدير القاصرين تحت شعارات كثيرة منها الحوريات.

موكلي من عائلة غير متشددة لكن وجود متجر والده قرب المسجد حيث تجار الدين تم تخدير عقله فقصد تركيا ومنها الى سوريا وهو اخبره انه كان احمقاً لا سيما وانه رأى احد امراء «داعش» يقتل جريحاً من عناصره بعدما اعتبر انه لم يعد بحاجة اليه وهنا سئل المتهم فقال انه لم يراه وهو يقتله واضاف ان موكلي اكتشف ان هذا التنظيم ليس له علاقة بالدين ولا بالاخلاق وحاول العودة ولم يقاتل، كان ضحية اناس لن اقول رجال دين بل تجار لذا اطلب الرحمة للضحية والقسوة للجلاد وقد حكم على يوسف بـ3 سنوات حبس وتقديم بندقية حربية.

ـ هل يدعي الغباء ـ

عمر احمد الاطرش، رائد راتب الجوري، احمد عبد الكريم حميد ما زالوا خارج قبضة العدالة في حين ان سامي احمد الاطرش (سقطت دعوى الحق العام بحقه لعلة الوفاة) في حين حسن حسين رايد وكيله المحامي عارف ضاهر راعي الغنم موقوف في السجن منذ 2013 وجميعهم متهمون بتأليف جمعية اشرار مسلحة والقيام بأعمال ارهابية كتفجير عبوات ناسفة وتهريب اعتدة عسكرية.

رايد الذي استجوب من قبل رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم كان من الصعب الحكم على قدرته العقلية، حيث كان يبدو في بعض الاحيان في قمة الغباء، بينما في مفاصل اخرى في قمة الذكاء لكن المؤكد ان رايد ادلى بدلوه في ما يتعلق بعمر الاطرش صاحب التاريخ الحافل بالتفجيرات والقتل واطلاق الصواريخ على الهرمل.

رايد كانت تربطه علاقة بعمر الذي ارسل له زهير امون لنقل السلاح، واحضر عبوات ناسفة كما انه استعار منه هاتفه النقال قبل اسبوع من حصول انفجار ولكنه علم منهم بنيتهم وضع عبوات على طريق الهرمل، نافياً ان يكون قد شاركهما في وضعها، وهو علم ان هاتفه استعمل في التفجير من خلال الاعلام.

وقد اكد رايد انه كان يساعد عمر الاطرش في نقل السلاح الذي كان يشتريه من السوري نور الفرج في عرسال الذي قتل على الاراضي السورية.

وبسؤاله عن الاتصال الذي تلقاه من عمر اكد ان الاخير سأله عن الوضع في الهرمل، اجابه ان الصواريخ تسقط عليها عندها ضحك مطولاً قائلاً انا من قام بالعمل، رد بالايجاب.

اما عن مسؤولية عمر عن قتل الشباب الاربعة من آل امهز وجعفر اكد انه سمع الامر في عرسال وان عمر طلب منه مسح قمه كي لا يتهم في حال تم توقيفه من قبل الجيش.

اما عن اسماء الذين شاركوا عمر في قتل هؤلاء الشباب وهم «ابو بكر» و«ابو النور» و«ابو حمزة» و«ابو عائشة» اكد مرة اخرى ان هذا الامر سمعه في عرسال.

وعن كيفية معرفته بانه مطلوب، اكد انه علم بالامر عبر شاشة التلفزيون فرد العميد انت قلت في افادتك ان زهير اخبرك بالامر واصطحبك الى عرسال ومن ثم انتقلت الى جرود عرسال بسيارة جيب x5 كان يقودها عمر استلمها من رآئد الجوري وهي تحمل لوحة سعودية وقصدتم القلمون، اجاب انه ذهب الى هناك «كزدورة»، فسأله العميد انت راعي ماعز «يتكزدر» كل الاوقات فما حاجتك للذهاب الى القلمون حيث الحرب دائرة فأجاب ان الوضع كان جيداً. واضاف انه عمل مع الاطرش في نقل السلاح على الخيل الذين بلغ عددها 5 وهو هرب السلاح الى جوسيه 3 مرات مقابل 200$ للمرة الواحدة.

وقد اكد رايد في ختام الاستجواب ان عمر لم يشارك في معركة عرسال ضد الجيش كونه كان مسجوناً، لكن الاخير اخبره بأنه يريد خطف احد عناصر المخابرات وقد ارجئت الجلسة الى 26/2/2016 للمرافعة.

ـ حزب الله و«غزوة الضنية» ـ

لم تكد تبدأ جلسة استجواب محمد عبد الهادي الحمصي وكيله المحامي حسين موسى المتهم بالانتماء الى مجموعة مسلحة بهدف ارتكاب الجنايات على الناس والسعي الى احتلال بلدات في الضنية ومحاربة الجيش ومحاولة قتل عناصره وحضهم على الانشقاق لتنتهي بسماع افادة غالي حدارة الموقوف بتهمة الارهاب الذي وفق ما افاد به الحمصي ان حدارة طلب منه القيام بأعمال السنكرية لشقة في منطقة عاصون التي امضى فيها 3 ايام وكان قد سبق للمتهم ان اعترف بأن الاخير هو من مجموعة احمد ميقاتي «ابو الهدى»، وقد تابع الحمصي مؤكدا انه اثناء وجوده في عاصون طلب منه حدارة المشاركة في الحراسة مع عدد من الشباب السوريين لأن «حزب الله» ينوي التقدم الى الضنية.

وقد سأله العميد عن اعترافه بأن حدارة واحمد كسحة اكدوا له انتماءهما الى مجموعة ميقاتي وانهم بصدد تحضير لعمل عسكري في الضنية طالبين منه الانضمام الى هذه المجموعة لم ينف الامر وقد ارجئت الجلسة الى 11/1/2016

ـ عيسى قصف الهامفي ـ

4 متهمين وقفوا امام قوس المحكمة العسكرية اثنان منهم بتهمة الانتماء الى مجموعة مسلحة وهما داني دنش (وكيلته المحامية جوسلين الراعي) وخالد جمال الراعي (وكيله المحامي حسين موسى) اما المتهمان المخلى سبيلهما طارق محمد القرحاني واحمد محمود غنطوس فهما متهمان بنقل وحمل اسلحة حربية.

داني الذي اكد ان سلاح الكلاشن الذي كان بحوزته اعطاه اياه الشيخ سالم الرافعي عبر شخص لا يعرفه كتعويض عن دراجته النارية التي احترقت في انفجار مسجد التقوى وبسؤاله عن تاريخ 19/5/2014 عندما تعرضت سيارة هامفي تابعة للجيش لقذيفة اربي جي اكد انه كان في منزل اهله عندما سمعوا صوت الرصاص فخرجوا الى الشرفة فرأوا سيارة الجيش تحترق والنار بدأت بالوصول الى متجرهم.

فسأله العميد عن افادته التي اكد فيها ان طلال عيسى هو من اطلق القذيفة وهو كان الى جانبه مع خالد الراعي نفى الامر.

وقد نفى رؤيته للعسكريين الجرحى انما لمح الراعي قرب الشارع.

اما خالد فقد اكد انه عندما سمع بالخبر نزل الجميع الى الشارع حيث رأى عنصرين من الجيش مصابين على بعد 30 متراً من سيارة الهامفي لافتا الى ان النفوذ هناك لاسامة منصور الذي يخافه الجميع وهو لمح عائلة داني تحاول اطفاء النار اما طارق نفى معرفته بداني وخالد شاكراً الله على ذلك لانه بعيد عنهما فكريا لانهما يحملان افكارا اسلامية متطرفة وقد اعترضت وكيلة داني المحامية الراعي على هذا الامر.

اما احمد فقد نفى ايضا معرفته بالمتهم الاول والثاني وقد ارجئت الجلسة الى 9/12/2015 لسماع افادة صاحب الفان الذي نقل عناصر الجيش الى المستشفى ويدعى زياد حبلص بناء على طلب المحامي حسين موسى.