عذرا ست الدنيا... بيروت!

لقد أدمينا صدرك الذي صنعت لنا فيه مجد الحرية والكرامة والجمال...

لا،... وهؤلاء الذين أتوا إلى صدرك فدنّسوه، لم يكونوا البرابرة بل أولادك الذين أعطيت لهم مجد الحرية والكرامة والجمال...

كانوا في غضب لان الخجل من الفساد والظلم والكذب والسرقة وعدم المسؤولية ورائحة السمسرات والنفايات والفشل أثار ضمائرهم النقية البرئة والشابة... فخدشوا وجهك بالحجارة والزجاج... ورفعوا العار والخجل على جبينك...

نعم، لم يأت المخلص كما أتى الفارس مار جرجس لينقذك من شدقي التنين والوحش... وابتلعك موج الغضب المجنون وغرقت في الرمل والحجارة... وأتت فيروز تنشد لك: في قلبي سلام لبيروت... وتصرخ لك ماجده قومي... يا ست الدنيا يا بيروت!

وانا اسألك واصلي لك من مراثي النبي ارميا: لم طرق بيروت نائحة لعدم القادمين إلى الأعياد... هذه مرثاتي الكئيبة لك يا حبيبتي!

لكنني اعرف... وانا كلّي رجاء انه مع الفجر ستهبّ عليك نسائم الفجر من بخور الأرز... أرز لبنان... وتقومين إلى الحياة... لان السيد الرب والسيدة العذراء والقديسين والشهداء والاولياء والناس الابرار... لن يتركوكِ لفم الوحش والموت!

لك تقرع أجراس عرس الحياة!

قومي اسمعيني ياعاصمتنا الحبيبة!

يا حب قلبنا المكسور!

يا بيروت!

هلمي... يا عروستي... يا حبيبتي هلمي... أنشد لك كل حبي من نشيد الاناشيد مع جومانا ورانيا...