100 دولار فقط كانت كفيلة بنقل المطلوب شادي المولوي من طرابلس الى مخيم عين الحلوة حيث يتوارى. أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل إبراهيم، روى الموقوف الفلسطيني فريد حمد، أمس، تفاصيل تهريب المولوي، زاعماً أن شقيق زوجته ورّطه في القضية، مشيراً أيضاً الى أن «أخوال مرتي إرهابيون بينهم هيثم الشعبي».

وأوضح حمد الذي يعمل سائق تاكسي أن شقيق زوجته، فادي زيدان، طلب منه نقل شاب من طرابلس إلى المخيم مقابل 100 دولار. وفي الوقت المحدّد، اصطحب زوجته وحماته وولديه معه لإحضار الراكب المنتظر. ولما صعد الأخير في السيارة بادر بالتعريف عن نفسه: «أخوك محمد سلام». قال حمد إنه اشتبه، للوهلة الأولى، في الرجل لأن وجهه كان مألوفاً، لكن شكوكه زالت بعدما عرف عن نفسه. وأضاف أن الراكب «سألني عن أولادي وأخبرني أن لديه محلّاً للهواتف الخلوية». وردّاً على سؤال رئيس المحكمة: «هل كنت تعلم أنك تنقل إرهابيين؟»، أجاب: «كنت أعلم أني أنقل مطلوبين، لكن ليس إلى هذه الدرجة كشادي المولوي. أنا أصغر من هيك بكتير. حتى إنني كنت أستمع الى الأغاني في السيارة، ولم يقل شيئاً». وتابع: «عندما وصلت إلى حاجز الجيش طلبوا لي النشرة فتبيّن لهم أنني مطلوب. أنزلوني من السيارة، وطلب العسكري من الراكب (المولوي) الإكمال بالسيارة بعد التدقيق في أوراقه». وأضاف حمد: «عرفت أنني كنت أنقل شادي المولوي بعدما عرضوا عليّ صورته في الأمن العام، وأخبروني أنّه هو الراكب نفسه»!

كذلك استجوب رئيس المحكمة الموقوف محمد عواضة، المتّهم بسرقة سيارات وتسليمها الى «جبهة النصرة» لتفخيخها وتفجيرها في سوريا. الموقوف، وهو من إحدى قرى بعلبك، كان يعلم، بحسب ما ورد في إفادته، أن السيارات التي كان يزوّد بها «النصرة» كانت تُفخّخ. واللافت أنه كان يسرق سيارات يستأجرها باسمه الحقيقي ثم يسلّمها لعناصر من «النصرة» في عرسال. وأوضح أن المدعوين «أبو الليث» و«أبو ماهر» كانا يتسلّمان السيارات منه، وأنهما أبلغاه أن السيارة الأولى التي سلمهما إياها، وهي من نوع «نيسان تيدا»، جرى تفجيرها ضد حاجز للجيش السوري في عملية انتحارية نفّذها سوداني. وروى الموقوف المتزوج من سيدة سورية أنه كان يقيم في حمص قبل الأحداث، قبل أن ينتقل إلى إحدى البلدات الحدودية بعد منع عناصر الأمن العام ابنه من الدخول لكونه غير مسجّل في القيود. وأوضح أنّه ترك حمص بعد تهديده لكونه شيعياً، مشيراً إلى أنّه تعرّض للخطف لأكثر من شهر على أيدي «أبو الليث» و«أبو ماهر» اللذين أجبراه على سرقة السيارات، بعدما خطفا زوجته وابنه قائلين: «أحضر سيارة وخود مرتك وابنك». غير أن الموقوف الذي كانت إفادته متناقضة، لم يفسّر سبب إقدامه على سرقة سيارة ثانية من نوع «هيونداي سوناتا»، علماً بأنه تقاضى على تسليم إحدى السيارتين مبلغ 1000 دولار زعم أنّها بدل أُجرة السيارة. وأُرجئت الجلسة إلى 21 كانون الأول.

وفي قضية تشكيل مجموعة إرهابية ونقل أسلحة وعبوات ناسفة مجهزة بأجهزة تفجير من طرابلس الى عرسال ثم نقلها الى الداخل السوري، مَثل المتّهمان حسين ناصر الدين ومحمد عز الدين، من بين 10 متّهمين يحاكمون غيابياً في القضية نفسها بينهم الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية). ناصر الدين ذكر أن المتهم خالد الحجيري كان بصدد شراء سيارة منه، وهو السبب الذي دفع الحجيري إلى الاتصال به طالباً خفض ثمنها 500 دولار. وبحسب ناصر الدين، فإن هذا السبب الوحيد الذي كان مدعاة لتوقيفه. أما عز الدين، وهو رقيب أول متقاعد، فيحاكم بجرم تخزين أسلحة (أسلحة رشاشة ومدافع هاون وقواذف آر بي جي) لإرهابيين في منزله. فقد سأله العميد إبراهيم: «اتصل بك عميد حمود وطلب منك تخزين كميات من السلاح لديك تمهيداً لنقلها إلى سوريا؟». سؤال العميد جاء انطلاقاً من إفادة الموقوف الأولية. غير أن الأخير قال إن شخصاً مجهولاً يدعى «أبو علي» اتصل به طالباً منه إبقاء الأسلحة لديه على سبيل الأمانة. وقد أُرجئت الجلسة إلى 2 كانون الأول. كذلك شهدت جلسة أمس مرافعة قضية مقتل النقيب ريان الجردي والتخطيط لاغتيال قاضيين في ملف تأليف عصابة مسلّحة لسرقة مصرف.