انطلقت أمس المرحلة الثانية من خطة تحالف "4+1" في سوريا، إذ بعد إطلاق الجانب الروسي لعملياته الجوية ضد المجموعات المسلحة، أرسلت إيران، أمس، دفعة أولى من قوات الحرس الثوري التي ستنضم إلى قوات الجيش السوري ومجموعات حزب الله للشروع في حملة برية تستهدف في المرحلة الأولى إعادة السيطرة على مناطق في شمال غرب سوريا.

وعلمت "الأخبار" أنّ الخطوة الإيرانية تحاكي الدور المباشر الذي ستلعبه طهران إلى جانب الجيش السوري لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق، تبدأ بالعمل على السيطرة على كامل ريف حماه وسهل الغاب ومناطق في محافظة إدلب وريف اللاذقية الشمالي – الشرقي، بالإضافة إلى محاور أخرى في ريف حمص الشمالي، وصولاً إلى الشروع في مرحلة ثالثة تستهدف الوصول إلى الحدود التركية – السورية، وتلتقي مع «وحدات الحماية الكردية» في بعض مناطق الشمال.

ووفق ما هو متفق عليه، تشتمل القوات الإيرانية على قوات متخصصة في أسلحة المدرعات والمشاة وعمليات الاقتحام، إضافة إلى مجموعات خاصة مهمتها عمليات الاستطلاع والمواكبة لأي عمل بري. وسيكون بين عداد هذه القوة، مجموعة إسناد إضافية لفريق الاستخبارات العامل على الأرض، والذي يتولى تغذية الوحدات القتالية بالمعطيات، سواء منها ما تتلقاه روسيا لأجل عملياتها الجوية، أو ما يخص العمليات البرية التي ستكون تحت قيادة الجيش السوري.

وذكرت مصادر ميدانية أنّ حشداً غير مسبوق يجري تجميعه على الجبهات الشمالية المقابلة لكل مواقع المسلحين من ريف حماه إلى سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي إلى منطقة جسر الشغور والجهة الغربية المحاذية لريف اللاذقية. وقالت المصادر إنّ الاستعدادات تشير إلى أنّ عملية كبيرة قد "اقترب جداً" موعد تنفيذها، وهي تشمل هذه المناطق. لكن المصادر دعت إلى مراقبة تكتيكات جديدة ستعتمد على تنسيق هو الأول من نوعه بين أسلحة الطيران والمدرعات والمشاة، ما يسهّل عمليات التوغل.

ولفتت المصادر إلى أن المجموعات المسلحة، وبرغم كل الوعود التي قدمت إليها من قبل تحالف أنقرة – الرياض – واشنطن، تعيش حالة ارتباك. وتضيف المصادر أنّ مئات المقاتلين من غير السوريين، وخصوصاً من القوقاز، يجري حشدهم في تلك المنطقة، بالتزامن مع عملية تعبئة هدفها رفع المعنويات، بينما أقامت بعض الفصائل حواجز في عدة نقاط لمنع هروب المسلحين بحجة نقل عائلاتهم إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.

وإزاء تسارع الخطوات الروسية ــ الإيرانية، وورود معلومات عن قرب انطلاق عملية عسكرية برية في منطقة بيجي العراقية، علمت "الأخبار" أيضاً، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال ​قاسم سليماني​ وصل إلى المنطقة قبل يومين، وهو يتابع الإشراف المباشر على الاستعدادات في سوريا والعراق معاً.