اعتبر السفير اللبناني السابق في واشنطن ​عبد الله بو حبيب​ أن الأميركيين مضطربون حاليًا بعد الدخول الروسي العسكري الى سوريا، مستغربا الحديث عن تنسيق أميركي – روسي بهذا الخصوص، مؤكدًا العكس تمامًا.

وفي حديث لـ"النشرة"، استبعد بو حبيب اقدام الرئيس الأميركي ​باراك أوباما​ على القيام بـ"حرب جديدة خاصة وأنّه تعلّم من التجربة الليبية، وبالتالي لن يجاري من يدعوه لاقامة منطقة حظر جوي في سوريا لأن ذلك يعني تلقائيًا الدخول بمواجهة عسكرية مع ​روسيا​ لا يريدها".

ورأى بو حبيب "الهدف المتوسط المدى للروس لدخولهم الى سوريا والذي يمتد طوال العام المقبل، هو تأمين سوريا المفيدة التي سبق للرئيس السوري ​بشار الأسد​ أن تحدث عنها والتي تمتد من شرقي حلب بخط نحو الجنوب وبالتحديد الحدود الأردنية، لافتا الى ان ما بين 75 الى 80% من الشعب السوري يقيم في هذه المنطقة كما أن 85% من الدخل القومي فيها". وقال: "هناك جيوب ومساحات يسعى الروس والسوريون وحلفاؤهم لاستعادتها بضربات جوية وبزحف بري، وهي عملية لا شكّ تتطلب وقتاً ليس بقصير".

لا حل سياسي بشروط

وأوضح بو حبيب أنّه ومن منظار اقليمي، فان "موسكو تتحالف اليوم سياسيًا وعسكريًا وحتى اقتصاديًا مع ​العراق​ وسوريا و"حزب الله"، كما أن مصر ليست بعيدة كثيرًا عن هذا التحالف، وبالتالي مع القوى التي تعتبر الاكبر من حيث عدد السكان كما الاكثر قوة مقارنة بدول الخليج وهي الدول التي تمتلك اكبر مخزون من الغاز، كما اننا اذا أضفنا ​إيران​ الى هذا التحالف فهي مقارنة بتركيا أكبر من حيث المساحة وعدد السكان كما أن وضعها الداخلي متماسك بخلاف أنقرة".

وردا على سؤال، اشار بو حبيب الى ان الحل السياسي للأزمة السورية "مرتبط كليًا بالموقف الأميركي – الغربي، باعتبار ان روسيا كما ايران والنظام السوري اعلنوا عن استعدادهم للجلوس الى طاولة الحوار لاقتناعهم بالحل السياسي والسلمي، الا أن الاميركيين وحلفاءهم السعوديين والقطريين هم من يرفضون البت بالحل السياسي قبل رحيل الرئيس الاسد، وبالتالي اذا بقوا على موقفهم هذا، لا شك انّه لن يكون هناك حل سياسي بالمدى المنظور".

لا أحد مهتم بأمرنا

وتطرق بو حبيب للملف اللبناني، معربا عن اسفه لربط القوى السياسية مصير الاستحقاقات اللبنانية بالتطورات الاقليمية والدولية. وقال: "مشكلتنا تكمن بمحاولتنا الاستقواء بالخارج للتغلب على اخصامنا في الداخل"، وأضاف: "أولا ربطنا مشكلتنا بالاتفاق النووي الايراني وبعدها بالملف اليمني واليوم بالدخول الروسي على خط الازمة السورية".

وشدّد بو حبيب على وجوب الالتفات الى شركائنا في الداخل لحل أزماتنا "لأن ايا من القوى الاقليمية او الدولية ليست مهتمة بأمرنا".