اشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الى ان "الآباء يخشون أن تجعل أجهزة التكنولوجيا الرقمية أبناءهم منفصلين عن المجتمع وهي مخاوف يرددها العديد من الصحفيين والكتاب".

ورأت الصحيفة انه "ربما يكون من أسباب هذا القلق الفجوة الزمنية بين وقت ظهور أي تكنولوجيا والوقت الذي نستغرقه في تقييم عواقبها، وهذا ينطبق على موقف البعض من أثر التكنولوجيا الجديدة على الجيل القادم".

ولفتت الصحيفة الى ان "الأدلة العلمية المتاحة حتى الآن عن آثار وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين. وجدوا أن المراهقين منغمسون ولا شك في العالم الرقمي، فقد أظهرت دراسة على سبيل المثال أن المراهقين يرسلون في المتوسط 60 رسالة نصية يوميا وأن 78 بالمئة منهم على الأقل لديهم هواتف محمولة متصلة بالانترنت".

واذ اكدت الصحيفة ان "الأبحاث لم تصل إلى أي أدلة تدعم مخاوف الآباء، بل الخلاصة التي توصلت إليها الأبحاث هي أن تجربة المراهقين في العالم الرقمي موازية لتجربتهم في العالم الحقيقي وليست بديلة له. اذ يستخدم المراهقون الهواتف المحمولة أساسا للتواصل مع الأصدقاء الذين يعرفونهم جيدا في العالم الحقيقي. كما أنهم ربما يقابلوا تجارب سيئة في العالم الرقمي تماما مثل احتمال مقابلتهم مشاكل وتجارب سيئة في العالم الحقيقي. وليس هناك دليل على الإطلاق على تغير الصداقات أو تأثرها نتيجة ارتفاع معدل استخدام الهواتف المحمولة".

ولفتت الصحيفة الى ان "فريق جورج وأودجرز العلمي، تناول أكبر مخاوف الآباء تجاه تكنولوجيا الهواتف المحمولة مثل احتمال أن تسبب في الانفصال المعنوي بين الأبناء والآباء أو تعرضهم للمخاطر نتيجة تواصلهم مع غرباء لكن الفريق لم يجد أدلة تذكر تؤيد مخاوفهم. لكن الباحثين وجدوا بالفعل أن الأجهزة المحمولة تسبب اضطرابات في النوم إما بسبب ضوء شاشات الـ.اي.دي أو ربما الشعور المفرط بالحماسة، لذلك امنع ابنك "ونفسك أيضا" من وضع الهاتف بجوار الفراش".

وذكرت الصحيفة ان "العلماء يؤكدون أن الدراسات الحالية محدودة لأن هذه المسائل لم تظهر إلا في الآونة الأخيرة، لكن الأبحاث الموجودة بالفعل مطمئنة أكثر منها مقلقة. لهذا فلماذا رغم كل هذه الأبحاث والتنبؤات الخاطئة بالآثار المدمرة للاختراعات السابقة يظن الناس أن اختراعات اليوم مختلفة جدا؟ من أسباب ذلك أن تجربة التغيير التكنولوجي والثقافي عند الأطفال مختلفة عنها لدى البالغين. ويطلق علماء النفس على هذه المسألة مصطلح "التهافت الثقافي"، موضحةً ان "كل جيل من الأطفال يتبنى كل تكنولوجيات الأجيال السابقة بسهولة، لكن كل جيل يستحدث التكنولوجيا الخاصة به أيضا لذلك فإن إتقان التعامل بها كشخص بالغ أصعب بكثير".