أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "انني لا أندم على ما فعلته يوم 13 تشرين 1990"، معتبراً أنه "لو فعلت العكس لكانت كل التركيبة تغيرت علماً أن الرئاسة قد عرضت علي ورفضتها لأنه آنذاك كان هناك دمى مركزة في أماكن محددة والادارات المرتبطة بسوريا هي التي كانت تحكم البلد والجمهورية لم تكن موجودة"، مشددا على أنه "إما أن أكون رئيسا فعلياً أو لا أكون".

ورأى عون، في حديث تلفزيوني، أن الظرف الافضل في لبنان لمن يكن ليأتي لولا القتال في 13 تشرين، مشيراً إلى أن "الجميع شعر بوجودنا عندما ذهبنا إلى أميركا وتكلمنا في الكونغرس لإقرار قانون محاسبة سوريا وإعادة سيادة لبنان".

واستذكر عون بعض أحداث "13 تشرين"، مشيراً إلى أن المفقودين في هذه الأحداث هم من اللواء العاشر في الجيش اللبناني، ولافتاً إلى ان " الكتيبة كانت تخص قائد الجيش جان قهوجي والرئيس السابق ميشال سليمان كان مسؤولاً حينها عن العمليات في اللواء". وأوضح عون "انني قد طرحت موضوع المفقودين في زيارتي الى سوريا"، معلناً أن هناك "أحزاب عديدة في لبنان قد خطفت وقتلت وادعوا أنهم سلمونا المفقودين"، ومضيفاً "لست أقوى من ديغول أو ايزنهاور الذين خسرا عدد كبير من الأشخاص في الحروب العالمية، ومن ثم فهموا أن حل المشكلة هو حسن العلاقات ثم بنوا سوق أوروبية مشتركة".

وتطرق عون إلى موضوع العلاقة بين لبنان وسوريا، معتبراً أن "سوريا هي المدخل الوحيد لنا إلى كل الدول العربية"، مشيراً إلى أن "هناك مصالح مشتركة أن يعود الوفاق بين البلدين"، ومضيفاً "أمن سوريا من لبنان وأمن لبنان من سوريا، والمصالح المشتركة تؤمنها الحكومتين". وأكد عون "اننا نعمل مع الدولة السورية المتمثلة بالنظام القائم والعلاقات يجب أن تكون جدية وهي علاقات ثابتة بين الشعبين سواء تغير النظام أو لم يتغير"، مشددا على "اننا مع المقاومة ضد اسرائيل وضد الارهاب"، ولافتاً إلى أن "قسم كبير من اللبنانيين مرهون لدولة عربية معينة والعتب على شركائنا الذين يسلمون أنفسهم لهذه الدول".

وبما يخص الترقيات العسكرية، جدد عون دعوته للانتقال من الوضع غير الشرعي للوضع الشرعي، مطالباً بإيجاد " قيادات أمنية شرعية فما طوّر المشكلة هو التمديد لقائد الجيش مرة ثانية"، ومعتبراً أن "من مدد لقهوجي هو سعدان". ووصف عون وزير الدفاع سمير مقبل بأنه "لا يفهم بالقانون العسكري ولا بكيفية حصول الترقيات العسكرية"، موضحاً أن "الأقدمية هي أحد الشروط للترشح للترقية العسكرية إلا أن هذه الترقية تتم حسب الخدمات التي قدمها الضابط"، مؤكداً أن "لو كان مقبل يفهم بالقوانين لما مدد لقهوجي".

وكرر عون انتقاده للتمديد للمجلس العسكري، معتبراً أن ما فعله مقبل هو كذبة كبيرة "فيمكن تأخير التسريح في 3 حالات، حالة حرب أو حالة طوارئ أو حينما يستلم الجيش الامن على الاراضي اللبنانية"، موضحاً أن "ما حصل مناورة كاذبة ولا صلاحية لوزير الدفاع وهو لقيط في السياسة". واعتبر أن "سليمان ورئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل هم الواجهة المسيحية لتعطيل التعيينات العسكرية او التسوية، نتيجة ارتباطاطهم بالخارج"، لافتاً إلى أن "لا أحد لديه قرار حر".

وعن عودته للمشاركة في جلسات الحكومة، أعلن عون أن لا أحد من وزرائه سيشارك في الجلسات قبل تعيين قائد للجيش وانتخاب مجلس عسكري، متسائلاً "اذا لا نستطيع نحن على مستوى المسؤولين أن نصدق بعضنا أين سنصل بالحكم؟"، ومضيفاً " أنا مسيحي أريد تعيين قائد جيش مسيحي وأنا اتكلم من منطلق حقوقي وواجباتي ولا أطالب أخذ صلاحيات أحد"، ومتابعاً "شعبيا ونيابيا أن أمثل الاكثرية المسيحية ولي دوري لا أحد يستطيع أن يأكله".

واعتبر عون أن "الجميع في لبنان يخاف من الرجل النظيف لأنهم ليسوا أقوياء"، طارحاً العديد من التساؤلات "عبرا من قام بها وأنهاها؟ شامل روكز، من حارب بعرسال؟ شامل روكز، من دخل الى باب التبانة وقام بإنهاء الأزمة؟ شامل روكز، كما هو قام أيضا بتهدئة الامور في عكار". وكشف أن رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري "كان يريد خلق مشكلة بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مستشاره غطاس خوري الذي قال لي أن المشكلة هي عند بري فقلت لخوري انت لم تكن صادقاً معي".

وبما يخص ملف النفايات، أكد عون أنه "لن أعطل خطة النفايات ولن أعمل بها"، مشيراً إلى أنهم "يريدون تحميلي جزء من الصلاحيات لأن لا جرأة لهم لأخذ القرار"، ولافتاً إلى أن "الخطة ليست بحاجة الى موافقة الحكومة".

وشدد على "انني سأذهب إلى الحكومة للمواجهة فموقفي ثابت"، حاصراً مطالبه بـ "قانون انتخابي نسبي على 15 دائرة، رئيس للجمهورية له صفة تمثيلية لشعبه لا رئيس دمية، ونريد قيادات شرعية"، ومشددا على "اننا نعطل القرارات الخاطئة فقط". وأصر على أولوية "بندي استعادة الجنسية والانتخابات في اي جلسة تشريعية في العقد العادي"، مشيراً إلى أن "هذا القانون منذ عام 2002 الى الأن لم يتخمر؟ هذا الموضوع معيب، اللبناني خسر جنسيته".

وأكد أن "جنبلاط و"حزب الله" وبري يؤيدون النسبية ولم نصل الى صيغة مشتركة مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع"، لافتاً إلى أن "هذا القانون متفقين عليه جميع الموارنة آخذين بعين الاعتبار حقوق جميع المسيحيين".

ولفت عون إلى أن "علاقتي برئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط جيدة منذ بدأت الأوضاع الامنية تتوتر بسبب اللاجئين"، مشيراً إلى أن "جنبلاط قد برهن عن واقعية وحكمة بمعالجة الامور الدقيقة". وأكد أن لا مشاكل بينه وبين بري، موضحاً أن "التباعد مع حزب "الكتائب" هو بسببهم ولا تعرف ماذا يزعجهم وماذا يفرحهم فوصلنا رسالة مفادها شيء وفي اليوم الثاني قالت الكتائب شيء آخر".

ولفت إلى "اننا موجودون بحالة استثنائية لا يمكن الانسحاب من الحكومة لانه لا نستطيع ايقافها لأنها تحل مكان الرئيس"، مشيراً إلى "اننا نستطيع أن نعطل بعض الامور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب"، ومشددا على أنه "محكوم علينا بالبقاء في مجلسي النواب والوزراء"، ومعتبراً أنه "قد نصل الى مرحلة الانسحاب ولكن عندها العلاقة ستتغير على الارض، وقد نصل الى صدام والشيطان في داخلي سيصحى يوما ما ولا أعرف ماذا سيفعل". ورأى أن عام 2008 وقفت كل الدول العربية والاوروبية في وجهه "ولست على استعداد للمساومة بالموضوع الرئاسي فأنا من أمثل المسيحيين"، مشيراً إلى أنه "تم ضربي 3 مرات حتى لا يتم تمثيل المسيحيين".

كما تطرق إلى موضوع طاولة الحوار، مشيراً إلى أن "لا جديد لدينا لنقوله في طاولة الحوار"، لافتاً إلى أن "الجلسة الاخيرة التي حضرتها لم أفعل شيئا سوى الاستماع للمتحاوين".

وبما يخص انتخابات "التيار الوطني الحر"، أكد أن هذا الموضوع قد انتهى، مشيراً إلى أنه "وصلني معلومات أنهم يريدون ضربي قبل توقيع الاتفاق الاميركي الايراني لأنه أعول عليه حسب ما يقولون"، معتبراً أن "الخصوم أرادوا خلق مشاكل داخلية بالتيار ومع الجيش"، ولافتاً إلى أن " الحكم في لبنان قائم على التوافق والتفاهم فلماذا يتهموننا بعدم الديمقراطية"، ومضيفاً "سلمنا الشعلة لنساعد الشباب ولكن يبدو انهم ليسوا بحاجة لمساعدتنا ونحن هنا إذا احتاجوا لنا وأعتقد أن وضع وموقع وامكانت روكز، تمكنه من أن يكمل حياته بسهولة بالقطاع العام".

واعتبر عون "انني لم اكن املك العديد من الخيارات في 13 تشرين الأول 1990 فإما أن نقبل او نرفض"، مشيراً إلى أن "الرفض سمح لنا بخلق مشروع التغيير والإصلاح "، ومشددا على "اننا سأبقى أرفض الامر الواقع وأعرض ما يحصل وسنفتح الدفاتر القديمة لأن الشعب يحب الفضائح".