أضحت منطقة ​النبعة​ التي تعج بالسكان وتعيش تهميشا إنمائياً مصدراً أساسيًا للبؤس رغم محاولات الكثير من الجمعيات الإنطلاق من هنا وإخراج القاطنين في تلك البقعة من العوز الذي يعيشون فيه.

يعيش في تلك المنطقة العديد من العمال من جنسيات آسيوية وأفريقية كما واللبنانيين اضافة الى اللاجئين السوريين الذين وجدوا في تلك البيوت الملتصقة بعضها ببعض ملجأ يأويهم من نيران الحرب المشتعلة في سوريا ويساعدهم على الهرب من البؤس الذي يعيشون فيه ولو إلى مكان ليس أفضل بكثير.

في شوارع النبعة، أُنشئ تجمع "بيتنا" الذي يهدف الى إخراج السكان من البؤس والعوز الذي يعيشون فيه وهو بمناسبة اليوم العالمي للفقر المصادف في السابع عشر من تشرين الأول 2015 ينظم مسيرة من مركز التجمع في النبعة باتجاه الحديقة العامة في ضهر الجمل. وفي هذا الاطار توضح رئيسة الجمعية الأخت تريزيا عبر "النشرة" أن "هذه السنة تحمل طابعاً مميزاً يكمن في أن الأمم المتحدة أخذت في الاقتراحات التي قدمت لكافحة البؤس على المستوى العالمي"، لافتةً الى أن "الإحتفال الذي ستنظمه الجمعية سيدخل في هذا الإتجاه".

في مركز "بيتنا" عائلات تجتمع وتشارك بعضها بعضاً في المحبة والتعاون والمساعدة على الخروج من الحالة التي يسببها المحيط. في السنوات السابقة إجتمعت تلك العائلات مع سكان المنطقة للتنديد بالبؤس وبالحالة التي يعيشها هؤلاء. هذا ما تلفت اليه الأخت تريزيا عبر "النشرة"، وتقول: "سنسعى هذا العام ومن خلال المسيرة والنشاطات التي ستقام في هذه المناسبة الى تكريم الأشخاص الذين يكافحون البؤس". وتلفت إلى أنّ "أعضاء الجمعية يستعملون القوة الموجودة لديهم من أجل مد بعضهم البعض ومد الآخرين بالقوة نفسها لتجاوز الحالة الصعبة التي يعيشون فيها خصوصاً وأن الأوضاع الإقتصادية تزداد تعقيداً بوجود النازحين السوريين".

تشرح الأخت تريزيا أن "المسيرة تعبير سلمي وصرخة يطلقها سكان النبعة ليسمع المسؤولون صوتهم وليدركوا أن للإنسان حقوقاً يحتاجها وأهمها أن يتمكن من العيش بطريقة لائقة ويجد عملاً يساعده على اعالة عائلته".

في المحصلة سيسعى سكان النبعة الى تجديد التأكيد على رفضهم للفقر والعوز والبؤس الذي يعيشون فيه عبر المسيرة التي تنظمها جمعية "بيتنا" علّ المعنيين يسمعون تلك الصرخة فيساعدون هؤلاء الأشخاص على الخروج من البؤس الذي يعيشون فيه.

باسكال أبو نادر