أعاد تفجير برج البراجنة الإجراءات الأمنية على الأرض إلى سابق عهدها ـ وإن كانت بوتيرة مختلفة ـ حيث اشارت مصادر امنيّة مطّلعة على هذه الإجراءات في الضاحية، بأنها تختلف عن المرّات السابقة بطريقة الحواجز الثابتة والإستعاضة عنها بحواجز تفتيش مفاجئة عند التقاطعات الرئيسة والمداخل في الضاحية والتي تشهد هذه الأيام حالة طوارئ أمنيّة غير مُعلنة، في محاولة لعدم إثارة الهلع والرعب في نفوس المواطنين خاصة بعد إنتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الإجتماعي تحذّر من وجود سيّارات مفخّخة في مناطق تكتظ بالسكان وهو ما تنفيه الأجهزة الأمنيّة لحزب الله وتحذّر المواطنين من نشرها كونها تدخل في إطار الحرب النفسيّة التي يحاول الإرهابيون زرعها في المنطقة.

وتتابع المصادر الأمنية بالقول إن سلسلة من الإجراءات الجديدة إتّخذت في الضاحية تستهدف تحديدا الدرّاجات الناريّة من خلال منع أيّ شخص لا يحمل الجنسية اللبنانية من إستعمالها وخاصة الجنسية السورية، وضرورة حيازة الأوراق الثبوتية لكل شخص يقود دراجة نارية وإلا سيكون عرضة للتوقيف، وذلك من خلال الحواجز غير الثابتة التي يُقِيمها «أمن» حزب الله في بعض النقاط الحسّاسة بمؤازرة القوى الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمن، ولا يُغفل الحزب أهمية تعاون الأهالي في ضبط حركة الغرباء في الضاحية من السوريين والفلسطينين الذين يُجّبرون على التعريف بأنفسهم وتقديم أوراق ثبوتية شخصية تُستخدم كمرجع لهم عند الضرورة ويمكن إستدعاءهم للتحقيق بأي وقت، وهذا يكون بالتنسيق بين اللّجان الأمنيّة ولجنة الأهالي في الأحياء والمناطق لإن الحرب «الداعشية الجديدة» كما يقول المصدر الأمني ـ وتحديدا الأحزمة الناسفة ـ تستند على المعلومات الإستخبارية والعمل الوقائي، ولا تكشفه أجهزة «كشف المتفجرات» التي كانت مُستخدمة في الماضي.

وبالتالي ينتهج حزب الله تضيف المصادر طريقة جديدة للمواجهة تعتمد على الأمن الوقائي القائم على الحسّ المُخابراتي وعلى تقاطع هذه المعلومات مع أجهزة المخابرات اللبنانية ـ تحديدا فرع المعلومات ـ الذي أثبت كفاءة عالية في الآونة الأخيرة وهو ما أثنى عليه الأمين العام للحزب السيد نصر الله،إثر النجاح الكبير الذي حققه هذا الجهاز وبسرعة قياسية إستدعت تهنئة خاصة من أجهزة مخابرات عالمية ـ عبر كشف الشبكة اللبنانية ـ السورية التي تورّطت بالتحضير لتفجير برج البراجنة الإنتحاري.

وعليه فإن المرحلة المقبلة سوف تشمل وبحسب المصادر نفسها: أولاً: وقف تسلل وتهريب الإرهابيين عبر ملاحقة من يسهّل لهم حركة المرور، والخطوة الثانية تحصين الأمن في المناطق الحدودية السورية ـ اللبنانية التي تحوّلت إلى مصدر لتصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة وهو ما بدأته الأجهزة الأمنية اللبنانية، والمرحلة الثالثة هي التنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تقاطعت معلوماتها مع أجهزة مخابراتية إقليمية وأثمرت صيدا ثمينا من كشف عمليات ـ لو قدر لها أن تتم لكانت النتائج كارثية.

واكدت المصادر إن حزب الله والأجهزة اللبنانية تعيش حالة «طوارئ أمنيّة» غير مُعلنة من أجل عدم نشر الرّعب في نفوس الأهالي، الذين يقدّرون عاليا دقّة وخطورة المرحلة الحالية ويتعاونون معنا على هذا الأساس.