منذ ساعات الصباح الاولى، استيقظ أهالي الجنوب و​مدينة النبطية​ تحديدًا على بلبلة غير مسبوقة وتدابير امنية استثنائية على مداخلها وفي شوارعها تتخذها الاجهزة الامنية من جيش لبناني وقوى أمن داخلي، بالاضافة الى العناصر الحزبية من "حزب الله" و"حركة أمل" عادت بذاكرة السكان لاشهر مضت، يوم بدأت حركة الارهاب تنشط في لبنان، فما الذي يجري في النبطية اليوم؟

سرت أقاويل وأخبار عديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحدثت بأغلبها عن عناصر داعشية دخلت المدينة المذكورة، او عن سيارات مفخخة موزعة في الشوارع والاحياء، وعن اخلاء مؤسسات رسمية كقصر العدل وهو امر لم يحصل بتاتا، فزادت نسبة الخوف والقلق لدى السكان. ولكن بحسب معلومات خاصة لـ"النشرة"، فإن اجتماعا أمنيا عقد في النبطية مساء أمس حضره رئيس جهاز أمني لبناني فاعل في ملف مكافحة الشبكات الارهابية، بالاضافة الى ممثلين عن ​الجيش اللبناني​ وقوى الامن الداخلي، ومسؤولين امنيين في "حزب الله" و"حركة أمل"، وتمّ في الاجتماع استعراض الوضع الامني العام وتحديدًا في المدينة، حيث كشف رئيس الجهاز الامني عن مشروع ارهابي يتم التخطيط له لضربها، مطالبًا باتخاذ الاجراءات الامنية المشددة لافشال المشروع الارهابي واخراج المدينة سالمة مما يتم التحضير لها. وقد علمت "النشرة" ان الاجراءات الامنية المشددة التي تحصل اليوم بالتعاون بين اجهزة الدولة واحزاب المنطقة تم تنسيقها باجتماع الامس حيث وزعت المهام.

وفي سياقٍ متصل، تحدثت مصادر لـ"النشرة" عن معلومات وصلت الى "حزب الله" منذ ايام تفيد بأن مشتبها به دخل مدينة النبطية منذ أيام وسكن في منزل داخلها، مشيرة الى ان تقاطع المعلومات بين الاجهزة الامنية وجهاز أمن "حزب الله" أدى لرفع منسوب الحذر والتعاطي الجدي مع مشروع استهداف النبطية. أما بالنسبة لما أشيع عن مداهمات واقتحامات تجري في بعض احياء المدينة، فإن المصادر المطلعة تمتنع عن استعمال تعبير "مداهمة"، مشيرة الى ان ما يجري هو عبارة عن تدقيق في هويات بعض الساكنين في المدينة، خصوصا هويات عدد من الاسماء الموجودة بحوزة الاجهزة الامنية والحزبية، حيث يتم قصد مكان سكنهم وعملهم للتأكد منها.

إذاً، تشهد المدينة تدابير امنية غير مسبوقة منذ الصباح الباكر، يتخللها تفتيش السيارات بشكل دقيق بالاضافة الى الدراجات النارية، وأفادت معلومات لـ"النشرة" عن توقيف عددٍ من السوريين للتدقيق في هوياتهم. وتشير المصادر الى ان التدابير المشددة ستستمر لحين ورود معلومات امنية جديدة تفيد ان الخطر الارهابي قد زال عن المدينة.