يُعَدّ شهر تشرين الثاني شهر الإنتخابات النقابية بإمتياز، فبعد استحقاقَي نقابة المحامين وطبّ الأسنان، يتحضّر الصيادلة لإختيار نقيبهم الجديد والأعضاء، إضافة الى إنتخاب مجلس التعاقد والمجلس التأديبي.

لا تقل انتخابات ​نقابة الصيادلة​ أهمية عن الاستحقاقات السابقة، مع فرق بسيط أن القوى السياسية كانت في السابق تتنافس فيما بينها، في حين أنّها توحّدت هذه المرّة حول لائحة "مجتمعون من أجلكم" برئاسة جورج صيلي لتتنافس مع لائحة "النقابة ضمانتنا" التي يرأسها طوني يوسف و"لائحة النقابة القوية" التي يترأسها كريكور سحاقيان والتي تضم مجموعة أشخاص لم ترشحهم الأحزاب. وتضم الى جانب رئيسها سحاقيان، فؤاد ابراهيم سماحة، سوزان محي الدين سرابيه، نبيل ميشال أبو خالد، لارا بولس فارس، يوسف علي شاتيلا، سعاد جورج الحصني، نزيه فريد أبو جودة، مظهر عمر الطلياني، كريستيان ريمون السمرا، ليلى ديب ديب.

يبدو ​كريكور اسحاقيان​ واثقاً الى حد ما في الفوز رغم أن التجارب أثبتت أن الإنتخابات النقابية سياسية بإمتياز ولم يتمكن المستقلون من تحقيق خرق في هذا المجال، فهل يختلف الحال هذه المرة؟

يشرح اسحاقيان عبر "النشرة" أن "برنامجنا يرتكز أساساً على معالجة مشاكل الصيادلة وتسعير الدواء"، ويلفت الى أن "وزير الصحة وائل أبو فاعور خلق بقراره إعادة النظر بالتسعيرة، أزمة إقتصادية حادة في قطاع الصيدلة خصوصاً وأن أرباح الصيدلي إنخفضت بنسبة 30 الى 40% وهو بالكاد بات يجني مصاريفه"، ويشير الى أن "سبب كلّ ذلك يعود الى غياب التنسيق بين الصيادلة والمؤسسات الرسمية الأخرى".

تقوم مهنة الصيدلة اليوم على ملكية الصيدلي لصيدليته، ما يعني أن كلّ مالك عليه أن يداوم في صيدليته ويشرف بنفسه على عملية بيع الأدوية وهذا يعتبر من أدبيات المهنة، يؤكد كريكور. ولكنه يلفت في نفس الوقت الى أن "هناك خطورة كبيرة أن يتغير هذا المفهوم اذ ان البعض يسعى لذلك عبر تطبيق مفهوم جديد يرتكز على أن أي مالك صيدلية يمكنه عدم التواجد وأن يحلّ مكانه أي صيدلي موظف لديه، وهنا تكمن الخطورة لأن الهدف من تغيير هذا المفهوم هو بيع الأدوية فقط لا غير"، ويقول: "سنسعى وفي حال تمكنا من الفوز للتمسك بتطبيق مفهوم الملكية الشخصية للصيدلي ومحاربة المنظومة الجديدة التي معها تتغير كل الأدبيات".

بالنسبة الى كريكور فإن أغلب من تواصلوا معهم من الصيادلة ملّوا السياسة وهم بحاجة الى ضخّ دمّ جديد في النقابة، وهذا أمر أساسي يعملون عليه في معركتهم الانتخابيّة. واعتبر أن "المطلوب بالنسبة الى الصيادلة وصول أشخاص مهنيين يطورون لا من يسعون للدخول الى النقابة من أجل محاولة حل المشاكل داخلها فقط لا غير".

في المحصلة فإن الصيادلة على موعد الأحد المقبل وبدءا من الثامنة صباحًا مع الانتخابات لاختيار النقيب والأعضاء الجدد، فهل تنجح لائحة "النقابة القوية" في الفوز أم ان السياسة ستلعب دورها وتمنع وصول المستقلين الى المجلس الجديد؟!

للاطلاع على برنامج عمل لائحة النقابة القوية، اضغطهنا