رأى رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب ​دوري شمعون​ ان "مفاعيل لقاءات باريس تحت عنوان حلحلة ازمة الرئاسة انتهت مع عودة رئيس تيار "ألمستقبل" النائب سعد الحريري الى السعودية كونها في الاساس لقاءات سطحية غير قابلة للترجمة في مجلس النواب خصوصا ان قرار انتخاب رئيس للجمهورية وتحديد هويته السياسية لا يتم على انفراد بين زعيمين معينين وبمعزل عن فرقاء اساسيين في المعادلة اللبنانية"، مشيرا الى ان "رئاسة الجمهورية تبدأ من المجلس النيابي وتنتهي فيه، اما وفقا للنص الدستوري القائل بمنافسة ديموقراطية بين المرشحين واما بتوافق الجميع على رئيس تسووي من خارج الاصطفافات الحزبية والسياسية، وما دون هذا المسار فإن الفراغ الرئاسي سيبقى سيد المواقف والاحكام الى ان يقدر الله امرا كان مفعولا".

ولفت شمعون، في تصريح صحفي، الى ان "الكلام عن ترشيح رئيس تيار "ألمردة" النائب فرنجية للرئاسة مزحة سمجة ان لم تكن هلوسة سياسية لأن مجرد التفكير في ترشيح احد ابرز رموز النظام السوري لرئاسة الجمهورية في وقت تُجمع فيه الدول العربية والغربية قاطبة على رحيل الاسد يعني سقوط ثورة الارز واغتيال شهدائها مرتين، مرة بتفجيرات اسدية ـ ارهابية ومرة بانتخاب عودة الاسد الى قصر بعبدا بعد 10 سنوات من النضال"، مؤكدا ان "موقفه من ترشيح فرنجية ليس شخصيا على الاطلاق انما هو موقف مبدئي ينطلق من مسار سيادي لطالما حلم به اللبنانيون"، معربا تبعا لما تقدم عن قناعته ان ما اثير اعلاميا عن ترشيح فرنجية للرئاسة في واد والثوابت الوطنية للحريري في واد آخر.

هذا واعرب شمعون عن يقينه ان عدم تعليق حزب الله لا من قريب ولا من بعيد على لقاءات باريس قد يكون رسالة صريحة وواضحة من حزب الله لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ومفادها أنه آن الاوان للبحث بمرشح بديل عنه، خصوصا ان كلا من حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وفرنجية وكل منظومة 8 آذار غير مقتنعين اساسا بانتخاب عون رئيسا للجمهورية، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى ان شيئا لم يتغير في السياسة الايرانية حيال لبنان والمنطقة كي نشهد في لبنان انطلاق اجتماعات ولو جانبية لحلحلة عقدة الرئاسة، ما يعني من وجهة نظر شمعون ان حزب الله ليس جاهزا بعد لانتخاب رئيس في لبنان بانتظار ما سيؤول اليه حجم التدخل الروسي في الحرب السورية، وبالتالي فإن جل ما يمكن استنتاجه من لقاءات باريس لا يتجاوز عتبة اللعب في الوقت الضائع.