اعتبر النائب السابق ​حسن يعقوب​ أن وصول رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ الى سدة رئاسة الجمهورية "هو بحد ذاته انتصار لفريقنا السياسي ككل، باعتبار انّه ينتمي الى خط سياسي واضح ولديه مبادئ وخطوط عريضة ثابتة وعميقة لا يمكن التشكيك فيها"، إلا أنّه رجّح أن يكون رئيس تيار "المستقبل" ​سعد الحريري​ يناور في مجال دعمه فرنجية.

واستغرب يعقوب، في حديث لـ"النشرة"، تحريك الملف الرئاسي عبر وسائل الاعلام بهذه الطريقة، متسائلا: "هل يملك الحريري أصلا المعطيات الكافية للسير برئاسة فرنجية؟ وهل نضجت التسوية للملف اللبناني الى هذا الحد؟"

وأضاف: "أنا لا أعتقد أنّه سيكون هناك رئيسٌ للبلاد في هذه المرحلة أو حلٌ للملفات العالقة بانتظار التطورات السورية، لأنّه وللاسف فإنّ لا مركزية قرار لدى السياسيين في لبنان وهم بانتظار التعليمات الخارجية".

ورجّح أن لا يكون هناك حلول في لبنان قبل اتضاح معالم التسوية في سوريا وانطلاق المفاوضات في فيينا بين "المعارضات السورية" والنظام.

الحريري بصدد النزول عن الشجرة

واعتبر يعقوب أن تبني الحريري ترشيح فرنجية "قد يكون بمثابة اقرار من قبله بانتصار محور المقاومة وخسارة محورهم وسقوط رهاناتهم، وبالتالي قد يكون بصدد النزول عن الشجرة للتفتيش عن مخارج للأزمة التي هم فيها، وهو ما التمسناه باشادتهم بمبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله علما انّه لم يطلق اي مبادرة جديدة بل كرر ما كان يقوله منذ وقت طويل". وقال: "العلاقة التاريخية معهم لجهة الوعود التي يطلقونها غير مشجعة، الا ان الواقعية السياسية تلزمهم بالتراجع وتقديم التنازلات".

وتوقع يعقوب ان يكون الحريري يناور بالاعراب عن جهوزيته لتبني ترشيح فرنجية لغايات وأهداف غير معلنة، لافتا الى ان "اللعب على خلق خلافات داخل فريقنا السياسي اعتدناه، من خلال السعي للفصل بين سوريا وايران او العماد عون وحزب الله، لان اي فصل في هذا المجال مكسب بالنسبة لهم". وأضاف: "لكننا على يقين وقناعة بأن الوزير فرنجية لن يتزحزح عن موقعه وخياراته الاستراتيجية مهما كان الثمن".

المنطقة الآمنة لن تتحقق

وتطرق يعقوب للتطورات على الحدود السورية – التركية، لافتا الى ان اسقاط انقرة للمقاتلة الروسية "امر كبير" سيكون له "تداعيات عظيمة". وأشار إلى أنّ "اللعب مع الدب الروسي خطير والرد سيكون كبيرا جدا".

ورجّح أن ياتي الرد على شكل "تفعيل العمليات الروسية العسكرية ضد المجموعات الارهابية التي يدعمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وان يتم وقف وصول النفط من خلال سوريا الى تركيا، اضافة الى ممارسة ضغوطات اقتصادية كبيرة قد تصل لحد وقف اتفاقات الغاز بين الطرفين"، مشددا على ان "المنطقة الآمنة او المحتلة التي يطمح اليها اردوغان وتمتد من جرابلس الى البحر الابيض المتوسط لن تتحقق".